كتاب توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)
الثاني: استثنى الشارح من المعارف المعرف بلام الجنس، قال: فإنه لقرب مسافته من النكرة يجوز نعته بالنكرة المخصوصة؛ ولذلك تسمع النحويين يقولون في قوله1:
ولقد أمرُّ على اللئيم يسبني ... فأعفّ ثم أقول لا يعنيني
إن "يسبني" صفة لا حال؛ لأن المعنى: ولقد أمر على لئيم من اللئام، ومثله قوله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} 2 وقولهم: "ما ينبغي للرجل مثلك -أو خيرٍ منك- أن يفعل كذا" انتهى.
قلت: أما نعته بالجملة, فقد نص عليه في التسهيل وغيره, وسيأتي.
__________
1 قائله: هو رجل من بني سلول, وهو من الكامل.
اللغة: "اللئيم" الشحيح الدنيء النفس، وروي: فمضيتُ ثُمَّتْ قُلتُ.
المعنى: يقول: والله إنني لأمرّ على الرجل الدنيء النفس الذي من عادته أن يسبني، فأتركه وأذهب عنه وأرضي نفسي بقولي لها: إنه لا يقصدني بهذا السباب.
الإعراب: "ولقد" الواو للقسم والمقسم به محذوف واللام واقعة في جواب القسم, "أمر" فعل مضارع وفاعله مستتر فيه, "على اللئيم" متعلق بأمر, "يسبني" فعل مضارع والفاعل ضمير والنون للوقاية والياء مفعول به، والجملة في محل جر صفة للئيم, "فمضيت" فعل وفاعل, "ثمت" حرف عاطف والتاء للتأنيث, "قلت" فعل ماض وفاعله, "وإعراب الرواية الأخرى ظاهر". "لا" نافية, "يعنيني" فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه والنون للوقاية والياء مفعول، والجملة في محل نصب مقول القول.
الشاهد فيه: "اللئيم يسبني" حيث وقعت الجملة نعتا للمعرفة وهو "اللئيم" المقرون بأل. وإنما ساغ ذلك؛ لأن "أل" فيه جنسية، فهو قريب من النكرة.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني 394/ 2، وابن هشام 121/ 2, وابن عقيل 148/ 2، والسيوطي ص93، وابن الناظم. وفي كتاب سيبويه 416/ 1, والشاهد 55 في الخزانة.
2 من الآية 37 من سورة يس.