كتاب توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

ونراه حينما يدخل في باب من الأبواب، فإنه يأتي له بمقدمة من عنده ثم يعرض شرحه وقد يعرض رأي النحاة ذاكرا النص من كتبهم باسطا آراءهم.
وقد ينقد ابن مالك في ترتيبه الكلام، ويدافع عنه, ففي العدد, فصل.
"استعمل لخمسة عشر ظروف كيوم يوم صباح مساء وبينَ بينَ".
قال المرادي: "ليس هذا الفصل من باب العدد في شيء، ولكن استطرد ذكره، لكون هذه الأسماء ناسبت خمسة عشر في تركيبها ... إلخ".
وقد يعارض المصنف وابنه، ففي باب التعجب قال ابن مالك: "وكذا إن تعلق بهما وكان غير ظرف وحرف جر".
قال المرادي: "نحو ما أحسن زيدا مقبلا، وأكرم به رجلا".
فلو قلت: ما أحسن مقبلا زيدا وأكرم رجلا به لم يجز بإجماع. قال المصنف: وتبعه في نقل الإجماع ولده في شرح الألفية. وليس كذلك.
وقد اعتمد في النقل على كثير من النحاة في شرحه أمثال أبي حيان والمبرد والأخفش والسهيلي والزمخشري وغيرهم.
قال في نون التوكيد: قال سيبويه أما يونس وناس من النحويين فيقولون:
اضربان واضربنان زيدا، فهذا لم تقله العرب، وليس له نظير في كلامها.
واعتمد أيضا على شيخه أبي حيان فقال في زيادة الواو في أو، ولو.
قال الشيخ أبو حيان: لم أظفر في تعليله بنص، ويمكن عندي أن يكون زادوا الواو منه للفرق بين أولى حالة النصب والجر وبين إلى الحرف، وحملت حالة الرفع على النصب والجر، ولا أراه تعرض لشيخ آخر من شيوخه في النقل عنه أو التأسي به والسير على نهجه، وقد يعارض النحاة في آرائهم مراعيا ضبط الحقائق مع ترجيح ما يراه ملائما ونافعا مفيدا.
فقال في قول ابن مالك: "بلام الابتداء".
قال المرادي: زعم أكثرهم أنها مخلِّصة للحال، وليس كذلك لقوله تعالى: {إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ} [يوسف: 13] فيحزن مستقبل لإسناده إلى متوقع.

الصفحة 96