كتاب توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

ونحوه، قيل: ولا حجة فيه؛ لاحتمال كون "كل" نعتا بمعنى الكاملين، فلم يفضله إلا على الناس الكاملين، وهو أمدح.
تنبيهان:
الأول: ما ذكر أن "كلا" للمذكر و"كلتا" للمؤنث، هو المشهور.
وقال في التسهيل1: وقد يستغنى "بكليهما" عن "كلتيهما".
ومنه قول الشاعر2:
يَمُتّ بقربى الزينبينِ كِلَيْهِما ... إليك وقربى خالد وحبيب
وقال ابن عصفور: هو من تذكير المؤنث حملا على المعنى للضرورة، كأنه "قال"3: بقربى الشخصين.
الثاني: ذكر في التسهيل4 أيضا أنه قد يستغنى "بكلهما" عن "كليهما"
__________
1 التسهيل ص164.
2 قائله: هو هشام بن معاوية, وهو من الطويل.
اللغة: "يمت" يتقرب, "بقربى" -بضم القاف وسكون الراء- القرابة, "الزينبين" -مثنى زينب- وهو علم امرأة.
المعنى: ينسب إليك بقرابة الزينبين, وقرابة خالد وحبيب.
الإعراب: "يمت" فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه, "بقربى" جار ومجرور متعلق بقوله يمت وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر, "الزينبين" مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى, "كليهما" توكيد مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه ملحق بالمثنى, "إليك" متعلق بيمت, "وقربى" معطوف على قربى السابق, "خالد" مضاف إليه, "حبيب" عطف عليه.
الشاهد فيه: "الزينبين كليهما" حيث أكد المثنى المؤنث "الزينبين" بالاسم الموضوع للاستعمال في توكيد مثنى المذكر وهو "كليهما", فقد وقع "كليهما" موقع "كلتيهما".
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني 407/ 2.
3 ب.
4 التسهيل ص164.

الصفحة 971