كتاب الشرح الميسر على ألفية ابن مالك في النحو والصرف

شيء آخر على الوشاية بانحالِف للتنكيل به وِإسكاته. . ولقد سرى إِلى النحويم،
من أصول الفقهاء وقواعدهم واصطلاحاتهم ما جعل جلال الدين السيوطيى،
(911 هـ) يصنف فيه كتاباً سمّاه: " الاقتراح في علم أصول النحو ".
ومن أغرب ما تراه في كتب النحو حكايةُ الإِجماع عن العرب في كثير مز،
مسائله. والإِجماع كلمة لها مهابةٌ وجلال؛ لأن مخالفته في الدين عند تحققه -
إِن أمكن ذلك - كفر، فصاحَبَتْنا هيبته في مسائل النّحو والأدب والاصطلاح
وأمور عاديّة، يتسلَّح به الضعفاء في كثير من الأحيان، ظنّاً وادِّعاءً.

- 2 -
إِنني أنصح طالب العلم أن يضرب في علم النحو والصَّرفِ والبيان ودلالة
الألفاظ ومعانيها بسهم وافرٍ، ومن لا معرفة له بعلم اللّغةِ لا ثقةَ بعلمه، ولا
نعرفُ في التاريخ مجتهداً لم يتضلع في علّوم اللّغة - وأولها النحو - منذ عصر
التصنيف فيه.
والأصوليون يجعلون من شروط الاجتهاد معرفة آياتِ وأحاديثِ الأحكام،
وهي معدودق، ومعرفةَ اللغة العربية، ولم يَحدّوا لها حدّاً، ومعرفة أصول الفقه.
ويكفي طالب العلم أن يفهم قوانين النحو من مختصراته، كـ " ألفية ابن
مالك" وشرح من شروحها، أو شروح (الآجرُّومية)، وأما علم اللّغة فقهاً،

الصفحة 10