كتاب الشرح الميسر على ألفية ابن مالك في النحو والصرف

وَقَدْ يُقَال: سَعِدَا، وَسَعِدُوا، وَالْفِعْلُ لِلداهِرِ -بَعْذ- مُسْنَدُ
فاز الشَّهيدانِ، فاز الشهداءُ.
هذان مثالان، الأ و ل فيهما مثنَّى، والثاني جمع، وفعلهما خال من
العلامة التي تدل على التثنية والجمع، لأ ن الفاعل بصيغتيه وضَّع المعنى
المراد، ولو قلنا: فازا الشَّهيدانِ وفازوا الشهداء أضفنا في الكلام ما لا نحتات
إِليه، ولكنَّ قوماً من العرب أحبوا هذا النوع من الكلام فقال قائلهم:
أكلوني البراغيث، لعلها تكاثرت عليه. . والأ صل أن يقول: أكلني.
وهذا معنى قوله: وقد يقال سعدا وسعدوا.
ومعنى قوله: " والفعلُ للطاهر بعد مُسندُ " أن الاسم الظاهر الذي ياتي
بعد هذه الأ فعال التي جاءت على تلك اللغة هو الفاعل، وأما تلك الحروف
فهي علامات، فالأ لف في " يسَعِدا " للتثنية، والواو في ((سَعِدُوا " للجمع
المذكر، والنون في " سَعِدْن " للجمع المؤنث.
وَيَرْفَعُ الْفَاعِلَ فِعْلٌ اضْمِرَا كَمِثْلِ " زَيْدٌ لأ فِى جَوَابِ " مَنْ فًرَا "؟
وإِذا قيل لك: من قرأ اليومَ من إِخوانك، ففلت: زيد، كان " زيد"
فاعلاً، والرافع له فعل، حُذِفَ للعلم به.
وهذا الحذف جاثز، وقد يكون واجباً، مثل: (وَإِنْ أَحَذ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ
ادْتَجَارَكَ!. أي استجارك أحد.

الصفحة 108