كتاب الشرح الميسر على ألفية ابن مالك في النحو والصرف

ودلالة، ومعنى، وبياناً فهذا لا حدَّ له، وليدرسه من خلال نصوص الوحي،
فهي الموضوع الأول الذي تُتعلم الوسائل من أجله، ومن كلام العرب شعراً ونثراً،
وأما النحوُ فإِنّما يُدرس مستقلاً.
ولا أرى أن يُشرَك مع النحو علثم آخر أقوى منه، أو في قوته.
ولا يزال شيوخ النحو في " موريتانيا " ينشدون هذا البيت ويعملون
بمقتضاه، وهو قول أحدهم:
وفي ترادفِ العلوم المنعُ جا إِن تَوأمانِ استبقا لم يَخرجا
وفي مصطلحات التغذية ما يسفَى ب " الحلط الواعي ".

- 3 -
لألفية ابن مالك شروح كثيرة، أحسنها وأوفاها كتاب " المقاصد
الشافية " (9) لأبي إِسحاق الشاطبيِّ، المتولى سنة (790 هـ).
ومشاركتي في شرحها مشاركةُ من يدرك أن الناس لا يصبرون على طعام
واحد، وأن لطالب العلّم نَهمةً لا يشبعها شيء، وحَرَصت في شرحي أن أتوخّى
الإِيجاز، والإِيضاح، والتيسير، بعبارات سهلة، وأمثلة واضحة، وعدم الإِكثار
__________
(1) حققه جماعة من الأساتذة بجامعة أم القرى كاملاً، بمعهد البحوث، وسيطبع قريباً.

الصفحة 11