كتاب الشرح الميسر على ألفية ابن مالك في النحو والصرف
المفعولُ فيه وهو المسمّى ظرفاً
البصريون يسمّونه ظرفاً، والكوفيون يسمّونه المفعولَ فيه، وضابطه:
صحة وقوعه جواباً لـ" متى " أو " أينَ ".
الظَرْفُ: وَقْتٌ، أَوْ مَكَانٌ، ضُمِّنَا " فِى " بِاطرَادٍ، كَهُنَا امْكُثْ أَزْمُنَا
(هنا امكث أزمُنا): مثال فيه ظرفان، ((هُنَا "، و" أزْمُنَا)) الأ ول:
ظرفُ مكان، والثاني: ظرف زمان، وهو المراد بقوله: " وقتٌ "، وكلّ
منهما مضمَّن معنى " في "، وهذا هو ضابط الطرف، كأنك قلت: امكث
في هذا المكان في أزمنة.
وقوله: " باطراد "، أي: في جميع الأ حوال بحيث يتعدَّى إِليه جميع
الا! فعال، ويبقى منصوباً، وهو احتراز من نحو: سكنتُ الدَّارَ، ودخلت
المسجدَ، فإِنّه - يصحّ فيه تضمين " في " مع النَّصب، ولا يصحّ فيما عدا
ذلك من الأ فعال، فلا يقال: جلست الدارَ، وصليت المسجد، ولهذا
نصبوا " الدار)) و " المسجد " في المثالين الأ وّلين على نزع الخافض، ولم يصوبوا
الأ سلوبَ في المثالين الأ خيرين.
وحينما قرأنا على النحويّ العلامة أحمد الشنقيطيِّ قال لنا: كأنَّ ابن
مالك يشير بالمثال المذكور إِلى نظمه هذا، وأن الطالبَ لا بد أن يمكث في
ألفيته أزمناً كثيرة.