كتاب الشرح الميسر على ألفية ابن مالك في النحو والصرف

تُقَرِّبُ الأقْصَى بِلَفْظٍ مُوجَزِ وَتَبْسُطُ الْبَذْلَ بِوَعْدٍ مُنْجَزِ
أطلب العون من الله المعين في نظم ألف بيت اشتملت على مقاصد
النحو وجمله، تقرب بعيدها بعبارة موجزة، وتبسط العطاء بوعد ناجز.

وَتَقْتَضِى رِضاً بِغَيْرِ سُخْطِ فَائِقَةً أَلْفِيَّةَ ابْنِ مُعْطِ
تطلب الحكم بالرضى عليها وعلى ناظمها بلا سخط وغضب، في
الحال التي فاقت ألفيتي ألفية زين الدين، زكريا يحيى بن معطي الزواوي،
ومنطومته مشهورة تدل على تمكنه وحسن قريحته.
والسُّخْط: بضم السين وإِسكان الهاء، وبفتحهما، وكذللث الوُلد،
والقُفل، والعُرب، والعُجم، والبُخل.
وَهْوَ بِسبْقٍ حَائِزٌ تَفْضيلاَ مُسْتَوْجبئ ثَنَائىَ الجْمِيِلاَ
وهو - أي: ابن معطي - بسبب سبقه وتقدمه يجوز التفضيل
ويستحق الثناء الجميل عليه.
والحقيقة: أن الفضل للأفضل تقدم أو تأخَّر، وكما قيل:
الطلُّ قد يبدو أمامَ الوَبْلِ والفضلُ للوابلِ لا للطَلِّ
واَللة يَقْف! ى بِهِبَات وَافِرَهْ لِى وَلَهُ فِى دَرَجَاتِ الاَخِرَهْ
والله يحكمُ بعطايا ومنعِ كثيرة لي وله في منازل الجنة في الاَخرة.
وبدأ بنفسه في الدعاء، لأنه الأصل، ولا إِيثار في الدّين، ولورود الأ ثر
في ذلك.

الصفحة 22