كتاب الشرح الميسر على ألفية ابن مالك في النحو والصرف

وَقَدْ أَمَالُوا لِتَنَاسُب بِلاَ دَاءسِوَاهُ، كَعِمَادًا، وَتَلاَ
التناسب على اختلاف أنواعه غرض من أغراض التحسين والمناغمة بين
الأ لفاظ، ومن ذلك التناسب في الإِمالة، فإِنه يجوز إِمالة ما لا تصح إِمالته
إِذا انفرد. نحو: " عمادا " فإِن إِمالة الأ لف التي بعد الميم سائغة، لوقوعها
بعد كسر قبل حرف الميم، والتي بعد الدال لا مسوغ لإِمالتها إِلا مناسبة
الأ لف التي قبلها. وهكذا: " تلا " من قوله تعالى: (وَالْقَمَرِ اِذَا تَلاهَا!
كلمة واوية لا تتحقق فيها شروط الإِمالة، ولكن أخواتها ممالة، وهي
(ضحَاهَا! هو و (جَلاَّهَا! هو.
وَلا تُمِلْ مَا لمْ يَنَلْ تَمَكُّنَا دُونَ دممَاءغَيْرَ " هَا" وَغَيْرَ " ئَا"
يقول: لا تُمل اللفظ الذي لم يتمكن وهو المبني، إِلا إِذا كنت
معتمداً على سماع، ويُستَثنى من المبني " ها " و " نا " فإِنهما يمالان قياساً،
فتضمن البيت ثلاثة أشياء:
1 - لا يمال المبنيّ، مثل: اللاتي، وهؤلاء.
2 - ما سمع إِمالته من المبنيات جاز إِمالته، ولم يق! ر عليه، انحو (الر!
بإِمالة الراء.
3 - يستثنى من المبني " ها " و " نا " نحو: مرَّ بنا، وسمع بها.

الصفحة 366