كتاب الشرح الميسر على ألفية ابن مالك في النحو والصرف

وَمِتْلُ " كَانَ " " دَامَ " مَسْبُوقًا بِ " مَا" كأعْطِ مَا دُمْتَ مُصِيبًا دِرْهَمَا
هناك فعل آخر يعمل عمل " كان " هو " دام " بشرط أن يكون مسبوقاًب
" ما " المصدرية، مثاله: أعطِ ما دمتَ مصيباً درهماً.
" ما " مصدريّة ظرفية، و" دام " فعل ماض، والتاء: اسمها.
و" مصيباً)) خبرها، والمعنى: أعطِ مدّةَ دوامِك مصيباً درهماً.
وَغَيْرُ مَاضٍ مِثْلَهُ قَدْ عَمِلاَ إٍ ن كَانَ غَيْر المَانرِ مِنْهُ اسْتُعْمِلاَ
جميع ما استُعمل مشتقّاً من هذه الأ فعال يعمل كما عمل وهو ماض،
كالأ مر والمضارع واسم الفاعل والمصدر، نحو: (وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا!، وكذلك
كون وكائن، ويصير وضائر، ويبيت وبائت. . إِلخ.
وقى جَمِيعِهَا تَوَسّطَ الحبَرْ أَجِزْ، وَكُلّ سَبْقَهُ دَامَ حَظَرْ
يقول: أجز أن يتوسَّط الخبرُ بين هذه العوامل وأسمائها: مثل:
(وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ *!، وقول الشاعر:
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . فليسَ سَواءً عالمٌ وجهولُ.
وكلّ النحويين حَنلَر (أي: منع) أن يسبق الخبرُ " دام " فلا يصح أ ن
تقول: قائماً ما دام زيدٌ، لأ ن " ما " مصدرية وهي موضول حرفيّ،
والموصول لا تتقدم عليه صلته.

الصفحة 76