كتاب الشرح الميسر على ألفية ابن مالك في النحو والصرف

كتابَك زيد قارئاً، وإِنما تقول: كان زيدٌ قارئأ كتابَك، أو: كان قارئاً
كتابَك زيد.
إِلا إِذا كان المعمول ظرفاً أو حرفَ جر، نحو: كان عندك زيد قارثاً. .
وسوف يمرّ بك كثيراً تسامحُ العرب في الطرف والجار والمجرور.
ومُضْمَرَ الشأن اسمًا انْوِ إٍ ن وَقَعْ مُوهِمُ ما اسْتَبَانَ أَنَّهُ امْتَنَعْ
هذا البيت فيه احتراز مما سبق. . وذلك أنه ورد في بعض كلام العرب
ما يُوهم تقدمَ معمولِ الخبر على الخبر، فقال:
انوِ، أي: قدّر ضمير الشان حالة كونه اسما إِن وقع في كلام العرب ما
ذكرنا امتناعه قبل هذا البيت، ومن ذلك قول الشاعر:
قنافذُ هدّ اجُوان حولَ بيوتهمْ بما كان إِيّاهُم عَطيةُ عَوّدا
والبيت للفرزدق يهجو جَريرَ بن عطية.
ومعنى البيت: جماعة جرير مثلُ القنافِذ التي تصحو في الليل وتنامُ
النهار، يمشون في الليل حول البيت بحثاً عن المال وخسائس! الأ فعال مشياً
ضعيفاً لا يسمع، وكل هذه الأ خلاق مما عوّدهم عليه عطيةُ أبو جرير،
وتقد ير ضمير الشان " بما كانَهُ " وهو اسم " كان " و" عطية " مبتدأ، و" عود "
خبره، و" إِياهم " مفعوله، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب خبر
" كان ".

الصفحة 78