كتاب الشرح الميسر على ألفية ابن مالك في النحو والصرف

وَقَدْ تُزَادُ كَانَ لي حَشْوٍ: كما كَانَ أصَحَّ عِلْمَ مَنْ تَقَدَّمَا
" كان " أمُّ الباب، ولها مزيدُ اختصاصٍ. . من ذلك:
أنها قد تزاد في حشوٍ أي: وسط، مثاله: ما كان أصحَّ علَم من
تقدَّم. أصله: ما أصحَّ علم من تقدما.
وَيَحْذِفُونَهَا وَيُبْقُونَ الحبَرْ وَبَعْدَ إٍ ن وَلَوْ كَثيرًا ذَا اشْتَهرْ
ومما امتازت به " كان " أنها قد تحذفُ هي واسمها ويبقى خبرُها،
واشتهر ذلك بعد " إِنْ " وبعد " لو)) نحو:
قد قِيلَ ما قيلَ إِن صِدقاً وإن كذبا. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أي: إِن كان المقولُ صدقاً وإن كان كذبا، ونحو: " التمس ولو خاتماً
من حديد ".
وَبَعْدَ " أَنْ " تَعْوِينرُ " مَا" عَنْهَا اوْتُكِبْ كَمِثْلِ " أَمَّا أَنْتَ بَرًّا فَاقْتَرِبْ"
والميزة الثالثة: ما قرره المصنص هنا، وهو من الغريب المهجور:
وذلك أنهم جوّزوا حذفَ " كان)) والتعويض عنها ب " ما " نحو: " أما
أنت برّا فاقترب ". أصله: اقترب لأنْ كنتَ بَرّاً، فحذِفت " كان " وبقي
ضميرها، وهو التاء، فجعلنا مكانه " أنت)) لأ ن الضمير انفصل وعوضنا عن
" كان " المحذوفة " ما " فقلنا: أما أنت بَرّاً.

الصفحة 79