كتاب الشرح الميسر على ألفية ابن مالك في النحو والصرف

المقدمة
الحمد للّه، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلّى آله وصحبه. . وبعد:

- 1 -
النَّحو علّم من عُلوم الأدب، يزيد صاحبَه جمالاً وبهاءً، استخرجه العلماء
الأولون بعد استقراء كلام العرب، ووضعوا له قوانينَ ئعرف بها أحوال الكلام في
الإِعراب، وصُنِّف فيها كتبئ لا تحصى كثْرةً، أول ما وصلنا منها: كتاب إِمام
النحو أبي بِشر، عمرو بن عثمان، المعروف بسيبويه، المتوفى (سنة: 180)،
كتاب عجيبُ الصناعة والدقة والاستيفاء والترتيب، حتى قال المازني: " من أراد
أن يؤلف كتاباً كبيراً في النحو فليستح ". وما زال - على كثرة التصانيف-
بحراً يُغترف منه.
ونشأت مدارس وخلافات مبكّرة، كانت في كثير من الأحيان ألشدَّ قوة
وأكبر تأثيراً من خلافات الفقهاء ومدارسهم. . فإِن صح ما حُكي عن سيبويه من
موته بسبب الضَّيم الذي رَكبه جرّاءَ خِلافه مع الكسائي الكوفي فذلك أمر لا
نعرف له نظيراً في أعيان التفقّه، ولكن فيهم من يحمله التعصّبُ أو الهوى أو

الصفحة 9