كتاب الإعراب عن الحيرة والالتباس الموجودين في مذاهب أهل الرأي والقياس (اسم الجزء: 1)

¬المبحث الأول تلاميذه
كان التصدي للإفادة، ونشر العلم، أمنية ابن حزم يقول في ذلك:
مُناي من الدُّنيا علومٌ أَبُثُّهَا ... وأنشرها في كل باد وحاضر
دعاء إلى القرآن والسنة التي ... تناسى رجالٌ ذِكرَهَا في المحاضر (¬١)
وانقطع ابن حزم -لذلك- في قريته منت ليشم، لبث علمه، ونشر مذهبه، فكان يختلف إليه أصاغر الطلبة الذين لا يخشون في ذلك ملامة، "فيحدثهم ويفقههم ويدارسهم" (¬٢)، ومن بين هؤلاء التلاميذ المشاهير:
١ - ولده أبو رافع: وقد تقدم التعريف به (¬٣).
٢ - القاضي صاعد: بن أحمد بن عبد الرحمن التغلبي أبو القاسم قاضي طليطلة، روى عن ابن حزم، والفتح بن قاسم وأبي الوليد الوقشي، قال ابن بشكوال: "وكان من أهل المعرفة والذكاء والرواية والدراية" (¬٤): توفي سنة ٤٦٢ هـ.
٣ - الحميدي: وقد تقدم التعريف به (¬٥): قال الذهبي في ذكر
---------------
(¬١) ابن حزم لأبي زهرة (ص ٩٦).
(¬٢) الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (ق ١/ ج ١/ ص ١٤٢) ومعجم الأدباء (ج ١٢/ ص ٢٤٨ - ٢٤٩).
(¬٣) انظر (ص ٦٧).
(¬٤) الصلة (ج ١/ ص ٢٣٢) وبغية الملتمس (ص ٣١).
(¬٥) انظر (ص ٥٣).

الصفحة 111