كتاب الإعراب عن الحيرة والالتباس الموجودين في مذاهب أهل الرأي والقياس (اسم الجزء: 1)

¬الآخذين عن ابن حزم: "روى عنه أبو عبد الله الحميدي فأكثر" (¬١)، وكانت استفادة الحميدي من ابن حزم عظيمة، وقد نوه بذلك في "جذوة المقتبس" عند ختام حديثه عن تاريخ الخلفاء بالأندلس فقال: " ... هذا آخر ما استفدنا أكثره من شيخنا أبي محمد علي بن أحمد رحمه الله" (¬٢)، وكان ابن حزم حفيا بتلميذه، ينشده من أشعاره ويخصه بطرف منها، وكان التلميذ أمينا فى نقلها وروايتها، يقول الحميدي: "وأنشدني لنفسه وأنا سألته:
أَبِنَ وجهَ قول الحق في نفس سامع ... وَدَعْهُ، فَنُور الحَق يسري ويُشرق
سَيؤنِسه رِفْقًا فينسى نفاره ... كِما نِسي القيدَ الموثقُ مُطْلق
وأنشدني لنفسه:
لئن أصبحْت مرتحلا بشخصي ... فَروحي عِندكُم أبدا مُقِيمُ
ولكن لِلعِيان لطِيفُ معنى ... لَهُ سَأل المعَاينة الكَليِمُ" (¬٣)
٤ - أبو محمد عبد الله بن محمد بن العربي (¬٤): وقد ذكر القاضي ابن العربي مُدَّة صُحبته لابن حزم، والكتب التي قرأها عليه فقال:
---------------
(¬١) تذكرة الحفاظ (ج ٣/ ص ١١٤٦).
(¬٢) جذوة المقتبس (ص ٣٣).
(¬٣) جذوة المقتبس (ص ٢٧٨ - ٢٧٩).
(¬٤) الإمام العلامة الأديب أبو محمد عبد الله بن محمد بن العربي الأشبيلي، صحب ابن حزم وأكثر عنه، ثم ارتحل بولده أبي بكر فسمعا من طراد الزَّينبي وعدة كان ذا بلاغة ولسن وإنشاء توفي بمصر سنة ٤٩٣ هـ. انظر: وفيات الأعيان (ج ٤/ ص ٢٩٧) والسير (ج ١٩/ ص ١٣٠ - ١٣١).

الصفحة 112