كتاب الإعراب عن الحيرة والالتباس الموجودين في مذاهب أهل الرأي والقياس (اسم الجزء: 1)
¬الأول سنة ٣٩٩ هـ: ولم تحمد سيرة عبد الرحمن، إذ انكب على لهوه وشَرَابِهِ، وقرب إليه بطانة السوء التي زينت له ذلك، وأعانته عليه (¬١).
فوثب على الحكم أحد أحفاد عبد الرحمن الناصر ويدعى محمد بن هشام ابن عبد الجبار، وقاد ثورة استولى بها على قصر الخلافة، ورغب إلى هشام المؤيد خلع نفسه فبادر هشام بالقبول خشية البطش به، ووليها محمد بن هشام، وتلقب بالمهدي بالله (¬٢).
وسولت للمهدي نفسه أن يزيل من نفوس الناس التعلق بإعادة الأمر إلى هشام المؤيد، فادعى موته، ودعا بالفقهاء وعلية القوم، فشهدوا جنازة رجل على أنه الخليفة، وكانت تلك الحادثة سنة ٣٩٩ هـ (¬٣)، وكان ابن حزم ووالده ممن حضرها، وأورد الأول أخبارها في "الفصل" (¬٤). ولم يطمئن الأمر للمهدي غير قليل، حتى نشبت بينه وبين البربر فتنة أودت بحياته، وأعادت الخليفة هشام بن الحكم، وكان ذلك على رأس القرن الرابع الهجري (¬٥).
وكانت السبعة أعوام الأولى للفتنة "شدادا نكدات، صعابا مشؤومات، كريهات المبدأ والفاتحة، قبيحة المنتهى والخاتمة، لم يعدم
---------------
(¬١) انظر: دولة الإسلام في الأندلس (٢/ ٦٢٧ - ٦٢٨).
(¬٢) انظر: جذوة المقتبس (ص ٢٢) ودولة الاسلام في الأندلس (ج ٢/ ص ٦٤٤).
(¬٣) انظر: دولة الاسلام في الأندلس (ج ٢/ ص ٦٤٤).
(¬٤) انظر: الفصل في الملل والنحل (ج ١ / ص ٥٩). ونقط العروس (ج ١ / ص ٩٧) ضمن رسائل ابن حزم.
(¬٥) انظر: دول الطوائف لعبد الله عنان (ص ١٣).
الصفحة 24
1362