كتاب الإعراب عن الحيرة والالتباس الموجودين في مذاهب أهل الرأي والقياس (اسم الجزء: 1)
¬أجله، وحمد بن القاسم خليفة بالجزيرة، ومحمد بن إدريس خليفة بمالقة، وإدريس بن يحيى على بيشتر" (¬١).
وقال المقري: " ... انقطعت الدولة الأموية من الأرض، وانتثر سلك الخلافة بالمغرب، وقام الطوائف بعد انقراض الخلائف، وانتزى الأمراء والرؤساء من البربر والعرب والموالي بالجهات، واقتسموا خطتها، وتغلب بعضهم على بعض، واستقل أخيرا بأمرها ملوك، استفحل أمرهم، ولاذوا بالجزية يدفعونها للطاغية، أن يظاهر عليهم، أو يبتزهم ملكهم ... " (¬٢).
وكان انقسام الأندلس إلى دويلات وطوائف، سببا ممهدا لانهيار الوجود الإسلامي في شبه الجزيرة الأندلسية، وذلك هو الذي أومأ إليه القاضي عياض عندما قال، في سياق حديثه عن دول الطوائف: "وقد نشأ بينها من المفاسد ما أعوز دلعه، وتعدد وتره وشفعه، واستحكم ضرره حتى لم يمكن دفعه" (¬٣).
ولقد عاين ابن حزم بعض هذه الحوادث، فَأَثَّرَتْ في نفسه تأثيرات مختلفة منها:
١ - الشعور بالحسرة والأسى على قرطبة التي كانت "جوهرة العالم"
---------------
(¬١) انظر: رسالة نقط العروس (ضمن رسائل بن حزم) (ج ٢/ ص ٩٨) وأعمال الأعلام (ص ١٤٢ - ١٤٣).
(¬٢) انظر: نفح الطيب (ج ٤/ ص ٥٩).
(¬٣) انظر: أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض (ج ١/ ص ٦٠) ودول الطوائف (ص ٤١٩).
الصفحة 27
1362