كتاب الإعراب عن الحيرة والالتباس الموجودين في مذاهب أهل الرأي والقياس (اسم الجزء: 1)
¬ساكنها والتقاء عمارها، فعاد نهارها تبعا لليلها في الهدوء والاستيحاش -فأبكى عيني، وأوجع قلبي، وقرع صفاة كبدي، وزاد في بلاء لبي، فقلت شعرا منه:
لئن كان أظمانا فقد طالما سقى ... وإن ساءنا فيها فقد طالما سرا" (¬١)
٢ - كان ابن حزم أَمَوِيَّ الهوى: يرى أن بني أمية أحق بالخلافة في الأندلس من غيرهم، وأن الأندلس لن تقوم لها قائمة إلا إذا حكمها خليفة منهم، ولذلك آثر المقام عند "خيران العامري" بألمرية، لأنه كان يظهر ميلا لبني أمية في أوليته (¬٢).
ثم نكب في ألمرية، فانتقل الى حصن القصر -قرية صغيرة في مقاطعة إشبيلية- ثم لما نمي إليه ظهور أمير المؤمنين المرتضى عبد الرحمن ابن محمد وإعلانه الحكم ببلنسية، سَارَ إليه ووزر لديه (¬٣). ولما انتهى أمر المرتضى، وبُويع لعبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار تَوَلَّى ابنُ حزم عنده الوزارة (¬٤)، ولم تدم وزارته تلك أكثر من سبعة وأربعين يوما.
---------------
(¬١) انظر: طوق الحمامة (ضمن رسائل ابن حزم) (ج ١/ ص ٢٢٧).
(¬٢) انظر جذوة المقتبس (ص ٣٠٨) وبغية الملتمس (ص ٤١٥) والصلة (ج ٢/ ص ٤١٦).
(¬٣) يرى العلَّامة سعيد الأفغاني في "ابن حزم ورسالته في المفاضلة بين الصحابة" (ص ٢٥) هذا الرأي ويذهب د. عبد الحليم عويس إلى أن ابن حزم كان مستشارا كبيرا عند المرتضى ولم يبلغ مرتبة الوزارة وانظر: ابن حزم وجهوده في البحث التاريخي والحضاري (ص ٦٩).
(¬٤) انظر: نفح الطيب (ج ١/ ص ٢٠٤).
الصفحة 29
1362