كتاب الإعراب عن الحيرة والالتباس الموجودين في مذاهب أهل الرأي والقياس (اسم الجزء: 1)
¬وابن دراج القسطلي (¬١) شاعر المنصور بن أبي عامر.
وازداد عدد الصقالبة في عهد الناصر لدين الله، والمنصور بن أبي عامر، واتُّخِذوا في خدمة القصور، لما عرف عَنْهُم قوة واحتمال (¬٢).
وأما الكثرة الغالبة من سُكَّان الأندلس، فمن الإسبان الذين يسميهم المؤرخون "المسالمة"، ويطلقون على أبنائهم "المولّدين"، وكان منهم الحرفيون، وصغار التجار، ورجال الأعمال، وبعضهم كان يعمل في المزارع حول قرطبة (¬٣).
"وإذا كان سُكَّان الأندلس من سلائل مختلفة، فقد بدت فيهم كل خواص هذه السلالات" (¬٤): قال المقري: "أهل الأندلس عرب في الأنساب والعزة والأنفة، وعلو الهمم وفصاحة الألسن، وطيب النفوس، وإباء الضيم، وقلة احتمال الذلِّ، والسماحة بما في أيديهم، والنزاهة عن الخضوع، وإتيان الدنية، هنديون في إفراط عنايتهم بالعلوم وحبهم لها، وضبطهم لها وروايتهم، بغداديون في
---------------
= (ص ٦٦ - ٦٨) وجذوة المقتبس (ص ٣١٥ - ٣١٦).
(¬١) أحمد بن محمد دراج القسطلي، ولد سنة ٣٤٧ هـ، كان من العلماء المتقدمين في قول الشعر، وشعره كثير يدل مجموع يدل على علمه، قال ابن حزم: "لو قلت أنه لم يكن بالأندلس أشعر من ابن دراج لم أبعد" توفي سنة ٤٢٠ هـ وقيل غير ذلك. انظر ترجمته في الصلة (ج ١/ ص ٤٠).
(¬٢) انظر: الإسلام في إسبانيا (ص ٣٧).
(¬٣) انظر: دراسات عن ابن حزم (ص ١٥).
(¬٤) انظر: ابن حزم لأبي زهرة (ص ١١٨).
الصفحة 36
1362