كتاب الإعراب عن الحيرة والالتباس الموجودين في مذاهب أهل الرأي والقياس (اسم الجزء: 3)
وهو مولانا) (¬١) وهذا خلاف قولهم (¬٢).
وروينا من طريق عبد الرزاق بن معمر عن أيوب السختياني عن أبي قلابة (¬٣) قال: (خلع قوم من بني هذيل سارقا منهم كان يسرق الحجيج فقالوا: قد خلعناه، فمن وجده يسرق، فدمه هدر، فوجدته رفقة من أهل اليمن يسرقهم، فقتلوه فجاء قومه إلى عمر بن الخطاب، فحلفوا بالله تعالى ما خلعناه، ولقد كذب الناس علينا، فأحلفهم عمر خمسين يمينا، ثم أخذ عمر بيد رجل من الرفقة، فقال: اقرنوا هذا إلى أحدكم حتى تؤتوا بدية صاحبكم، ففعلوا) (¬٤).
ومن طريق البخاري حدثنا قتيبة بن سعيد (¬٥) حدثنا أبو بشر إسماعيل
---------------
(¬١) أخرجه عبد الرزاق في المصنف برقم ١٧٨٥٢ (ج ٩/ ص ٤١٩) عن ابن جريج قال: قلت لعطاء في القوم أن يعقلوا عن مولاهم، أيكون مولى مَن عقل عنه؟ قال: قال معاوية إما أن يعقلوا عنه، وإما أن نعاقل عنه وهو مولانا، قال عطاء: فإن أَبَى أهله أن يعقلوا عنه. وأَبَى الناس أن يعقلوا، فهو مولى المصاب".
(¬٢) ذكر المصنف في المحلى وجه مخالفة الحنفية لهذه الآثار فانظره (ج ١١/ ص ٥٨ - ٥٩).
(¬٣) تقدمت ترجمته.
(¬٤) أخرجه عبد الرزاق في المصنف برقم ١٨٣٠٦ (ج ١٠/ ص ٤٨).
(¬٥) قُتَيْبة بن سعيد بن جميل الثقفي مولاهم أبو رجاء البغلاني عن مالك والليث، وعنه الأئمة الستة أصحاب الكتب المعتبرة، ومن أقرانه أحمد والحميدي، وثقه ابن معين وأبو حاتم، توفي سنة ٢٤٩ هـ. انظر: الجرح والتعديل (ج ٧/ ص ١٤٠) وتاريخ بغداد (ج ١٢/ ص ٤٦٤) وسير أعلام النبلاء (ج ١١/ ص ١٣).