كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 3)

وأبو عياض هذا لم يتبين لنا من هو.
ولكن قال الألباني: ((وأبو عياض هذا: هو عمرو بن الأسود العنسي، وهو ثقة من رجال الشيخين، فعاد الحديث صحيحًا موصولًا على شرط مسلم)) (صحيح أبي داود ٢/ ٢٢٣).
قلنا: كذا جزم بأن أبا عياض هو عمرو بن الأسود، ولم يذكر دليلًا على ذلك، وعمرو هذا لا يُعرف لعطاء الخراساني رواية عنه، ولا يُعرف له رواية عن أم الفضل، وفي التابعين جماعة يكنوا بأبي عياض لم نجد فيهم من روى عن أم الفضل ولا من روى عنه عطاء الخراساني، فالله أعلم.

[تنبيه]:
المشهور لدى كثير من المعاصرين أن عطاء الخراساني سيء الحفظ وأنه مدلس، رمَاه بسوء الحفظ البخاري وابن حبان، ورمَاه بالتدليس ابن حجر في (التقريب ٤٦٠٠)، ومع ذلك لم يذكره في طبقات المدلسين! . وسبقه لذلك الذهبي في (سير أعلام النبلاء ٦/ ١٤١) حيث قال عقب نقله قول الدارقطني في عطاء: ((هو في نفسه ثقة، لكن لم يلقَ ابن عباس))، قال الذهبي معقبًا: ((يعني: أنه يدلس)).
وهذا ليس تدليسًا على اصطلاح المتأخرين، إنما هذا إرسال، وحكمه يختلف عن التدليس كما هو معلوم.
وأما سوء الحفظ: فقد وثَّق عطاء جماهير أئمة المحدثين: كابن معين، وأحمد، وأبي داود، وأبي حاتم، والدارقطني، وغيرِهم، وقال النسائي: ((ليس به بأس))، وقال الترمذي - مخالفًا شيخَه البخاريَّ -: ((عطاء ثقة، روى عنه مثل مالك ومعمر ولم أسمع أن أحدًا من المتقدمين تكلَّم فيه))

الصفحة 154