كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 3)

الزُّهري بوجهٍ من هذه الوجوه؛ قد رواه عنه على الوجه الآخر أيضًا، مما يدل على أنَّ الكل محفوظ عنه، ولذا قال ابن عبد البر: ((وكل ذلك صحيح؛ لأنه ممكن أن يكون الحديث عند ابن شهاب عن عبيد الله وسعيد وأبي سلمة، فحدَّث به مرة عن هذا، ومرة عن هذا، وربما جَمَعَهُم، وهذا موجودٌ لابن شهاب، معروف له، كثير جدًّا)) (التمهيد ١/ ٣٣١).
وقال ابن حجر - بعدما ذكر روايتي عبيد الله بن عبد الله وسعيد بن المُسَيّب -: ((الظاهر أنَّ الروايتين صحيحتان)) (فتح الباري ١/ ٣٢٣). وراجع (علل الدارقطني ١٣٦٣).

رِوَايةٌ مقتصرةٌ على: ((لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعًا)):
• وَفِي رِوَايةٍ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةٍ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ - وَهَو فِي الصَّلاةِ -: اللهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا، فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلأَعْرَابِيِّ: ((لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعًا))؛ يُريدُ رَحمَةَ اللهِ.

[الحكم]: صحيح (خ).

[الفوائد]:
قال العراقي: ((كيف وجه الجمع بين الاختلاف؟ فإن ظاهر حديث الباب أنه قال ذلك بعد الفراغ من صلاته للركعتين؛ لأنه أتى بقوله: (ثم قال) الدالة على الترتيب والتراخي، وفي رواية البخاري أنه قال ذلك في الصلاة، وفي رواية ابن ماجه: (دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ الْمَسْجِدَ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

الصفحة 18