كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 3)

وتعب من غير منفعة تعود إلى المقصود وهو تطهير الأرض)) (طرح التثريب ٢/ ١٣٠).
ومع هذا قال مغلطاي: ((إسناده على رسم الشيخين))! ، وذكر كلام أبي داود في كون ابن معقل لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: ((وَأَبَى ذلك عليه الحافظ ابن فتحون (¬١) فذكر أن له صحبة في كتابه المستدرك على ابن عبد البر)) (شرح ابن ماجه ٢/ ١٧١).
قلنا: والقول بصحبة ابن معقل هذا في غاية البعد، وقد علم ذلك مغلطاي، فقال: ((ولئن سلمنا لأبي داود قوله، وألقينا قول ابن فتحون، فيكون مرسلًا صحيحًا، والمرسل معمول به عندهم، والله أعلم))! (شرح ابن ماجه ٢/ ١٧١).
وسبقه إلى ذلك أبو محمد بن زكريا الأنصاري، فاحتجَّ بهذا المرسل؛ وقال (عقبه): ((فإن قيل: هذا حديث مرسل، لأنَّ عبد الله بن معقل لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم. قيل له: المراسيل حجة يجب العمل بها ...... فلم نرَ أحدًا من العلماء روى حديثًا مرسلًا، وذكر أنه لا يؤخذ به؛ لأنه مرسل))! (اللباب في الجمع بين السنة والكتاب ١/ ٨٠ - ٨٢).
قلنا: هذا الذي قالاه غريب جدًّا، فلا يخفى على أحد أن القول بعدم
---------------
(¬١) هو الحافظ محمد بن خلف بن سليمان بن فتحون، فقيه حافظ محدث متقدم في الحفظ والذكاء، وكان معتنيًا بالحديث، عارفًا بالرجال. وله استدراك على كتاب الصحابة لابن عبد البر في سِفرين، وكتاب آخر في أوهامه، وأصلح أيضًا أوهام معجم ابن قانع في جزء. انظر: (بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس ١٠٨)، و (تاريخ الإسلام ١١/ ٣٢٤)، و (الثقات لابن قطلوبغا ٨/ ٢٧٣).

الصفحة 45