حسنٌ)) (مختصر سنن أبي داود ١/ ٢٢٨)، ونقلَ عنِ ابنِ دقيق العيد أنه قال: ((بل ورد [ما] يقتضي إبطاله -يعني: سماعَه منها-، فذكر الدارقطنيُّ أن روح بنَ القاسم، روى عن عبد الله بنِ سمعان، عن المقبريِّ، عن القعقاعِ، عن أبيهِ، عن عائشةَ، وذكر الحديثَ ... )) (البدر المنير ٤/ ١٣٢).
وهذا الذي استدلَّ به ابنُ دقيق على الانقطاع: أخرجه أبو يعلى -وعنه ابنُ عَدِيٍّ-، والطبرانيُّ في (الأوسط)، والعقيليُّ في ((الضعفاء)) من طريق: محمد بن المنهال.
وأخرجه أبو نعيم في (تاريخ أصبهان) من طريق: حميد بن مسعدة.
كلاهما: عن يزيدَ بنِ زُرَيْع، عن روح بنِ القاسم، عن عبد الله بنِ سمعان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبريِّ، عن القعقاعِ بنِ حكيمٍ، (عن أبيه) (¬١)، عن عائشةَ، به.
وهذا إسنادٌ ساقطٌ؛ ابنُ سَمعَان هذا اسمه عبد الله بن زياد بن سمعان، وهو كذَّابٌ؛ كذَّبه مالكٌ وغيرُهُ، وقال الحافظُ: ((متروكٌ اتَّهمه بالكذبِ أبو داود وغيرُهُ)) (التقريب ٣٣٢٦).
وقال ابن عدي في ترجمته - بعد أن ذكر هذا الحديثَ وغيرَهُ -: ((وهذه الأحاديثُ التي أمليتُها بأسانيدها غيرُ محفوظةٍ ... والضعفُ على حديثِهِ
---------------
(¬١) وحذف محقق (مسند أبي يعلى) من المطبوع عبارة ((عن أبيه))، وذكر في الحاشية أنها مثبتة بالأصلين، ورغم ذلك قام بحذفها راميًا الناسخ بالوَهْمِ والخطأ! ، والحقُّ أنه هو الوَاهِمُ؛ فقد رواه ابنُ عَدِيٍّ عن أبي يعلى، بإثباتها.
وكذا رواه العقيليُّ، والطبرانيُّ، وأبو نُعَيمٍ، وكلُّهم أثبتوا هذه العبارة، ونصَّ على ثبوتها الدارقطنيُّ في (العلل ٨/ ١٦٠).