كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 3)

وكذا ذكره السرخسي في (المبسوط ١/ ٢٠٥) من قول النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكره أيضًا بدر الدين المرغيناني في كتابه (الهداية شرح بداية المبتدي) كما في (العناية شرح الهداية للبابرتي ١/ ١٩٩)، و (البناية شرح الهداية للعيني ١/ ٧٢٠)، و (فتح القدير لابن الهمام ١/ ١٩٩).
وكذا ذكره مرفوعًا فخر الدين الزيلعي في (تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق: ٥/ ٢٨٦).
قلنا: وهذا الخبر ليس له أصل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما يُروَى من قول محمد ابن الحنفية، وأبي قلابة، وأبي جعفر الباقر. انظر: (مصنف عبد الرزاق ٥١٩٩)، و (مصنف ابن أبي شيبة ٦٢٩، ٦٣٠، ٦٣١).
ولذا قال البيهقي في (الخلافيات) بعد أن ذكر قول من نسب هذا القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ((وكذب والله، ما قال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يروى عن أبي قلابة، وهو من التابعين)).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((قد يروج على أهل التفسير، والفقه، والزهد، والنظر أحاديث كثيرة: إما يصدقون بها، وإما يجوزون بصدقها، وتكون معلومة الكذب عند علماء الحديث.
وقد يصدق بعض هؤلاء بما يكون كذبا عند أهل المعرفة، مثل ما يروي طائفة من الفقهاء: ، وحديث: ((زَكَاةُ الأَرْضِ يُبْسُهَا (¬١)) .... )). وذكر جملة من الأحاديث ثم قال: ((إلى أمثال ذلك من الأحاديث التي يصدق بعضها طائفة من الفقهاء، ويبنون عليها الحلال والحرام، وأهل العلم بالحديث متفقون
---------------
(¬١) تحرَّفت بالمطبوع إلى (نبتها).

الصفحة 66