كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 3)

روى عنه جماعة من الأئمة: منهم البخاري - خارج الصحيح -، والبزار، وابن أبي عاصم، والروياني، وعبدان الأهوازي، وغيرهم كثير. فهذا وحده كافٍ في رفع الجهالة عنه، فكيف إذا انضم إلى ذلك قول ابن حبان فيه: ((مستقيم الحديث))، الدال على سبره لمروياته، وهذا من توثيق ابن حبان المقبول الذي لا مغمز فيه، كما يقول العلامة المعلمي اليماني (¬١).
ولذا تعقب الذهبي في (الميزان ٤/ ٣٢) أبا حاتم في قوله عنه أنه: (مجهول)، فقال: ((كذا قال أبو حاتم! ، وهذا الرجل بصري شهير. روى أيضًا عن جارية بن هرم، وغندر، وبشر بن مفضل، وعدة. وعنه البخاري خارج الصحيح، والبزار، وعبدان، ومحمد بن هارون الرويانى، وعمر البجيرى، وذكره ابن حبان في (الثقات) فأصاب)).
وقال الحافظ في (تهذيبه ٩/ ٤٣٤): ((ذكر صاحب الميزان أنه روى عن خارجة بن مصعب خبرًا باطلًا، وعندى أن الآفة فيه من شيخه)).
قلنا: وهو كما قال الحافظ، فخارجة هذا متروك، وكذَّبه ابن معين. انظر ترجمته في (تهذيب التهذيب ٣/ ٧٨).
وأما الحسين بن عبد الله الخرقي؛ فقال ابن أبي يعلى: ((صَحِبَ جماعةً
---------------
(¬١) انظر: (التنكيل ١/ ٥٥، ٢/ ٥٢٦) بل قال (٢/ ٦٦٩): ((إن تصريح ابن حبان بتوثيق الراوي كأن يقول: ((كان متقنًا))، أو ((مستقيم الحديث))، لا يقل عن توثيق غيره من الأئمة بل لعله أثبت من توثيق كثير منهم)). اهـ. بتصرف يسير. وأثنى على قوله هذا الشيخ الألباني في تعليقه على التنكيل، فقال: ((هذا تفصيل دقيق، يدل على معرفة المؤلف رحمه الله تعالى، وتمكنه من علم الجرح والتعديل، وهو مما لم أره لغيره، فجزاه الله خيرًا)).

الصفحة 74