كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 4)

فرواه عبد الرزاق في (المصنف ٦٩٤٠)، و (التفسير ١/ ٢٧٩) -وعنه أحمد (٧٧٥٨) -: عن مَعْمَرٍ، قال: أخبرني محمد بن زياد (¬١): أنه سمع أبا هريرة يقول: ... ، فذكره بلفظ الرواية الثانية.
وهذا سندٌ صحيحٌ، رجالُه ثقاتٌ رجال الشيخين.
ورواه البزار (٩٥٨٩) من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِتَمْرٍ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا وُضِعَ أَخَذَ الْحَسَنُ مِنْهُ تَمْرَةً فَسَالَ لُعَابُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((كِخْ (¬٢)، أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لَا يَأْكُلُونَ الصَّدَقَةَ)).
وعند أبي مسلم الكجي من طريق الربيع أيضًا: ((فَلَمْ يَفْطِنْ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَامَ وَلُعَابُهُ يَسِيلُ، فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شِدْقَهُ)) (فتح الباري ٣/ ٣٥٥).
قال البزار: ((وهذا الحديث قد رواه غير واحد، عن محمد بن زياد، وزاد الربيع فيه كلمة وهي: كِخْ)).
قلنا: لم ينفرد الربيع بذكر هذه الكلمة، فهو في (الصحيحين) بها دون ذكر سيل اللعاب:
خرَّجه البخاري (١٤٩١، ٣٠٧٢)، ومسلم (١٠٦٩) من طريق شعبة،
---------------
(¬١) - وقع في التفسير: ((بن أبي زياد)) والمثبت هو الصواب.
(¬٢) قَوْله: (كخ كخ) زجر للصَّبِيّ عَمَّا يُرِيد أَخذه، يُقَال بِفَتْح الْكَاف وَكسرهَا، وَسُكُون الخاءين وكسرهما مَعًا، وبالتنوين مَعَ الْكسر، وَبِغير التَّنْوِين، وَقَالَ الدَّاودِيّ: مَعْنَاهُ لين وَهِي كلمة أَعْجَمِيَّة عربتها الْعَرَب. (مشارق الأنوار على صحاح الآثار ١/ ٣٣٧).

الصفحة 188