كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 5)

أبي ثعلبة.
وقيل: عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن أبي ثعلبة أيضًا)) (العلل ١١٦٨).
قلنا: وأما الاختلاف في المتن، فقال مرة في صيد الكلب: ((وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ))، ومرة: ((وَإِنْ قَتَلَ)).
العلة الثانية: أن في متنه مخالفة ظاهرة في صيد الكلب، وهي قوله: ((كُلْ وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ))، حيث لم تذكر، إِلَّا من وجه منكر من حديث أبي ثعلبة الخشني كما تقدم.
وفي الصحيحين من حديث عدي بن حاتم؛ وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ وَسَمَّيْتَ فَأَمْسَكَ وَقَتَلَ فَكُلْ، وَإِنْ أَكَلَ فَلا تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ)).
ولذا قال القدوري: ((وقد رُوِيَ الخبر عن أبي ثعلبة وأبي إدريس الخولاني وأبي أسماء وغيرهم، ولم يذكروا هذه اللفظة، ولو ثبتت عارضها حديث عدي بن حاتم)) (التجريد ١٢/ ٦٢٧٤)
ولذا قال البيهقي: ((هذا موافق لحديث داود بن عمرو إِلَّا أن حديث أبي ثعلبة رضي الله عنه مخرج في الصحيحين من حديث ربيعة بن يزيد الدمشقي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة، وليس فيه ذكر الأكل، وحديث الشعبي عن عدي أصح من حديث داود بن عمرو الدمشقي ومن حديث عمرو بن شعيب والله أعلم. وقد رَوَىَ شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، عن عمرو بن شعيب، عن رجل من هذيل أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلب يصطاد؟ قال: ((كُلْ، أَكَلَ أَوْ لَمْ يَأْكُلْ))، فصار حديث عمرو بهذا معلولًا)) (السنن الكبير

الصفحة 371