كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 5)

فتركته ولم أكتب عنه شيئًا)) (العلل رواية عبد الله ٤٥٥٤).
وفي (المسند) (١٣٥٦٩) قال: ((وقد رأيت خلف بن خليفة وقد قال له إنسان: يا أبا أحمد! حدثك محارب بن دثار؟ ))، قال أبي: ((فلم أفهم كلامه كان قد كبر فتركته)).
وقال عثمان بن أبي شيبة: ((هو صدوق ثقة ولكنه كان خرف فاضطرب عليه حديثه)) (تاريخ أسماء الثقات ٣٢٧).
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب (الصلة): ((ثقة مشهور، وتغير بأخرة، فمن روى عنه قبل التغير فروايته صحيحة))،
وقال إسحاق القراب: ((كان أصابه الفالج في آخر عمره فتغير واضطرب، قاله حاتم بن الليث عن إبراهيم بن أبي العباس)) (إكمال تهذيب الكمال ٤/ ٢٠١ - ٢٠٢).
ولخص حاله ابن حجر فقال: ((صدوق اختلط في الآخر)) (التقريب ١٧٣١).
قلنا: فلا يقبل حديثه إِلَّا ممن سمع منه قبل الاختلاط، والراوي عنه أحمد بن إبراهيم الموصلي، لا ندري هل سمع منه قبل الاختلاط أم بعده؟ ، والظاهر من ترجمته أنه سمع منه بعد الاختلاط، وذلك أن وفاته كانت ست وثلاثين ومائتين، بينما وفاة خلف على الراجح كانت سنة واحد وثمانين ومائة أي أن بينهما ما يقارب خمس وخمسين سنة، وقد اختلط خلف وهو بالكوفة في آخر عمره، بينما كان مولد الموصلي بمكة، فإذا أراد أن يرحل من مكة لطلب العلم يحتاج لسن مناسب للرحيل، والإمام أحمد مات بعد الموصلي بأعوام قليلة وقد تقدم أنه ذهب ليسمع منه فرآه اختلط فتركه،

الصفحة 40