كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 7)

إسناده - علة أخرى وهي اضطراب متنه، وبيان ذلك: هو أَنَّ ابن مهدي رواه عن عكرمة بن عمار، فقال في لفظه ما تقدم من جعل الْمَقْت على التكشف والتحدث في حال قضاء الحاجة، ورواه بعضهم أيضًا فجعل المقت على التحدث فقط، ورواه بعضهم فجعل المقت على التكشف والنظر وفي نظري أَنَّ هذا قد كان يتكلف جمعه لو كان راوية معتمدًا، ... واضطرابه دليل سوء حال راويه وقلة تحصيله فكيف وهو من لا يعرف" (بيان الوهم ٥/ ٢٥٩ بتصرف يسير)، وفي المطبوع سقط استدركناه من (الإمام لابن دقيق ٢/ ٤٨٧).
وبنحوه قال ابن التركماني في (الجوهر النقي ١/ ١٠٠)، والألباني في (ضعيف أبي داود ٣) إِلَّا أنه هو وابن القطان صححا الحديث من حديث جابر، وسيأتي الكلام عليه قريبًا.
وأما الدارقطني فقال - بعد ذكر الخلاف فيه على يحيى -: "وأشبهها بالصواب حديث عياض بن هلال عن أبي سعيد" (العلل ٢٢٩٤)!.
كذا قال، وهو غريب؛ لأن هذا الوجه تفرد به عكرمة بن عمار، وهو ضعيف في يحيى، كما تقدم. والمرسل أصح وأقوى، فالأوزاعي وأبان من أصحاب يحيى الأثبات.
* ومع ما تقدم بيانه من علل هذا الحديث، قال الحاكم: "هذا حديث صحيح من حديث يحيى بن أبي كثير، عن عياض بن هلال الأنصاري، وإنما أهملاه لخلاف بين أصحاب يحيى بن أبي كثير فيه، فقال بعضهم: هلال بن عياض"!!.
وحسنه النووي في (المجموع ٢/ ٨٨)، و (خلاصة الأحكام ٣٥٦)، و (الإيجاز ص ١٣٢)!!.
* * *

الصفحة 45