إلا عِكْرِمةُ بن مُصْعَب، ولا عن عِكْرِمةَ إلا إبراهيمُ بن ثابت، تفرَّد به سعيدُ بن عبد الجبار".
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ فيه علل:
الأولى: مُحَرَّر بن أبي هريرة؛ قال ابن سعد: "كان قليلَ الحديث" (الطبقات ٧/ ٢٥٠)، وذكره ابن حِبَّان في (الثقات ٥/ ٤٦٠) على قاعدته، ولذا قال الذهبي: "وُثِّق" (الكاشف ٥٣٠٨)، وقال الحافظ: "مقبول" (التقريب ٦٥٠٠)، أي: إذا تُوبِع، وإلا فليِّنٌ. ولم يتابَع هنا.
الثانية: عِكْرِمةُ بن مُصْعَب؛ قال أبو حاتم: "مجهول" (الجرح والتعديل ٧/ ١٠)، وأقرَّه الذهبي في (الميزان ٥٧١٤)، وابنُ حَجَر في (اللسان ٥٢٦٨).
وبه ضعَّفه الألباني في (الضعيفة ٤٢٥٣).
وعزاه السُّيوطي في (الجامع الصغير ٦٩١٨) لابن عساكرَ، ورمز لضعفه.
ولعله المرادُ بقول الهَيْثَمي: "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه مَن لم أجد مَن ذَكره، وقد رواه أحمدُ مِن فِعْل أبي هريرة، وفيه محمد بن عَمرو، وهو ضعيف مختلَفٌ فيه" (المجمع ٢٥٦٨).
كذا قال! والذي في مسند أحمدَ عن أبي هريرة موقوفًا، إنما رواه أحمد (٩١٩٤)، والبَيْهَقي في (الشُّعَب ٢٥١٦)، من طريقين عن اللَّيْث بن سعد، عن خالد بن يزيدَ الجُمَحي، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ))، وقال أبو هريرة: "لَقَدْ كُنْتُ أَسْتَنُّ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ، وَبَعْدَ مَا أَسْتَيْقِظُ، وَقَبْلَ مَا آكُلُ، وَبَعْدَ مَا آكُلُ؛ حِينَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ