كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 65)

وما مسألتك عن ذلك قال لعل الله أن ينفعني قال ويحك إن ربي تواعدني أن يحبسني في جهنم ولو كان يواعدني أن يحبسني في حمام لقد كان ينبغي أن لا يجف لي دمعة قال فأنت في خلواتك كذلك قال وما مسألتك عن ذلك قال لعل الله أن ينفعني فقال أي والله إني في خلواتي كذلك حتى أني ربما أردت أهلي (1) فأذكر قاتلي فيمنعني عن ذلك وربما أردت الطعام فأذكر قاتلي ويمنعني عن ذلك فيبكي أهلي وتقول يا ويلها ماذا بليت به من بين نساء العالمين بك وتبكي صبياننا من أجلنا لا يدرون ما شأننا أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا الفضل بن يحيى أنا أبو محمد بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل بن الأزهر نا منصور بن محمد بن منصور نا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال قلت ليزيد بن يزيد أو قال يزيد بن مرثد الشك مني ما لعينك لا تجف قال لو أن الله وعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في الحمام لكان بالحري أن لا تجف دموعي قال قلت له أهكذا أنت في الخلوات قال وما مسألتك عن هذا قال قلت كلمة لعل الله أن ينفعني بها قال إني لأهم بأهلي فأذكر منه فأبكي وتبكي أهلي لبكائي وأنه ليقرب إلي الطعام فأذكر منه ما يعلم فأبكي وتبكي أهلي لبكائي ويبكي (2) الصبيان لبكائنا وتقول أهله يا ويحها لما خصت به من بين نساء المسلمين قال ابن عساكر (3) كذا قالا والصواب يزيد بن مرثد أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران أنا دعلج بن أحمد نا إبراهيم بن أبي طالب نا هدية بن عبد الوهاب (4) نا الوليد بن مسلم نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال قلت ليزيد بن مرثد ما لي أرى عينيك لا تجف قال وما مسألتك قال قلت لعل الله ينفع به قال إن الله يوعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار والله لو يوعدني أن يسجنني في الحمام كنت حريا أن لا يجف لي دمع فقلت هكذا في خلواتك قال والله إنه لتوضع القصعة بين أيدينا فتعرض لي (5) فأبكي
_________
(1) من قوله: أهلي
إلى هنا سقط من م
(2) الاصل وم: ويبكون والمثبت عن " ز "
(3) زيادة منا
(4) هو أبو صالح هدية بن عبد الوهاب المروزي ترجمته في تهذيب الكمال 19 / 228
(5) بالاصل: لها والمثبت عن " ز "

الصفحة 377