كتاب الحواشي على درة الغواص لابن بري وابن ظفر

فهي أدماء سارها
وإنما ذلك لكونها لما اعتلت بالقلب اعتلت بالحذف، ولو كانت العين همزة في الأصل لما جاز حذفها، وقال «ابن ولاد»: سائر يوافق بقية في نحو قولك: أخذت من المال بعضه وتركت سائرة، لأن ما تركته هو بمنزلة البقية، ويفارقها من جهة أن السائر حقه أن يكون لما كثر، والبقية حقها أن تكون لما قل، ولهذا تقول: أخذت من الكتاب ورقة وتركت سائره، ولا تقول: تركت بقيته، وقوله: «إن سائراً بمعنى الباقي» لا شاهد له عليه؛ لأن السائر يستعمل للأكثر والبقية للأقل. وكذلك قال «أبو علي»: من جعل سائراً مأخوذاً من سار يسير فإنه يجيز أن يقال لقيت سائر القوم، أي الجماعة التي يسير فيها هذا الاسم وينتشر، وعلى ذلك قول «ابن الرقاع»:
(وحجراً وزباناً وأربد ملقط ... توفى فليغفر له سائر الذنب)
وقال «ابن أحمر»:
(فلا يأتنا منكم كتاب بروعة ... فلن تعدموا من سائر الناس ناعيا)
وقال «ذو الرمة»:
(معرساً في بياض الصبح وقعته ... وسائر السير إلا ذاك منجذب)

الصفحة 731