كتاب الحواشي على درة الغواص لابن بري وابن ظفر

(137) حول المقولة الواحدة بعد المائتين: الفرق بين صباح مساء مركبة ومضافة.
قوله: ويأتينا صباح مساء على التركيب، وبينهما فرق يختلف المعنى فيه.
قال "أبو محمد": هذا الذي ذهب إليه في الفرق بين صباح مساء بالإضافة، وبين صباح مساء على التركيب ليس مذهب أحد من النحويين البصريين.
قال "أبو سعيد السيرافي" يقال: سير عليه صباح مساء وصباح مساء وصباحا ومساء معناهن واحد، ثم قال: وليس "يسير عليه مثل قولك: ضربت غلام زيد، في أن السير لا يكون إلا في الصباح كما أن الصرب لا يقع إلا بالأول وهو الغلام دون الثاني، لأنك [لو] لم ترد أن السير وقع فيهما لم يكن في إتيانك بالمساء فائدة، وهذا نص واضح. وقال "سيبويه": يقول إنه يسار عليه صباح مساء ومعناه صباحا ومساء، وهذا أيضا نص واضح في أنه لا فرق في المعنى بين أن يكون صباح مضاف إلى مسا أو مركبا معه، ويقوى ذلك أنه ضم إليه ما هو مثله مضافا ومركبا، وسوى بينهما في المعنى، نحو بينَ وبينٍ وبيتَ وبيتٍ وبيتَ بيتَ ونحو ذلك.

(138) حول المقولة الثالثة بعد المائتين: الفرق بين العر والعز.
قوله: وكانت الجاهلية إذا رأتها ببعير كوت مشافر الصحاح.
قال "محمد": قلت: إنما تكوى مشافر الصحاح لأن من شأن الإبل أن تحك بعضها بمشافرها مآخر بعض، فإذا كوي مشفر البعير لم يحك به، فيأمن بزعمهم من العدوى. وقال بعضهم: إنما تكوى أعجازها لا مشافرها، لأن الذي به العر يحك مشافره بأعجاز ما صح منها وما سقم، فإذا حك بمواضع الكي انتفع بذلك.
قوله: وإلى هذا أشار "النابغة" في قوله: فحملتني ذنب امرئ .. الخ.

الصفحة 829