كتاب الحواشي على درة الغواص لابن بري وابن ظفر

(141) حول المقامة الثامنة بعد المائتين وفوائد تمتزج بها: استعمال أم وأو.
قوله: إنهم لا يفرقون بين قولهم: ما أدري أذن أم أقام وقولهم أذن أو أقام، والفرق .. الخ.
قال "أبو محمد": إذا قال: ما أدري أذن أو أقام فقد علم منه فعل هذين إلا أنه لما كان الزمن الذي بينهما لم يطل كأنه ساعة أذن أقام، جعل بمنزلة ما لم يكن منه أذان ولا إقامة فاستفهم عنه بأو، وإن كان الفعل معلوما إلا أنه لقلته جعل بمنزلة ما لم يعلم [استفهم عنه بأم] ويدلك على كون الفعل معلوما قولهم: تكلم فلم يتكلم، فالكلام معلوم إلا لم يغن شيئا صار بمنزلة ما لم يكن منه كلام ..
قوله: وكذلك لا يفرقون بين النعم والأنعام وقد فرقت بينهما العرب .. الخ.
قال "أبو محمد": هذا من باب تغليب أحد الاسمين على الآخر، كقولهم: العمران في "أي بكر" و"عمر" فغلبوا لفظة "عمر" في التثنية وأسقطوا لفظة "أبي بكر" وكذلك غلبوا لفظة النعم لما أضيف إليها البقر والغنم، فقالوا: الأنعام لما جمعوها وأسقطوا البقر والغنم.

(142) حول المقولة العاشرة بعد المائتين: معنى القينة.
قوله: ومنه قول الشاعر:
(ولي كبد مجروحة ... هو رجل من أهل الحجاز)
وقال "أبو محمد": وقبل هذا البيت:
(ألا ليت شعرى هل تغير بعدنا ... ظباء بذي الحسحاس بجل عيونها؟ )
وبعد البيت الأول:

الصفحة 832