كتاب إشكال وجوابه في حديث أم حرام بنت ملحان

لفظ للبخاري أيضاً: ((وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا فَكَلَّمَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -)) (¬1) .
والجواب عن الحَدِيث في تبويب البخاريّ على الحَدِيث فقد ترجم له بقوله: ((باب ما يجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس)) .
قَالَ المهلبُ: ((لم يرد أنسٌ أنه خَلا بها بحيثُ غَابَ عَنْ أبصار من كان معه، وإنما خلا بها بحيث لا يسمع من حضر شكواها، ولا ما دار بينهما من الكلام، ولهذا سمع أنس آخر الكلام فنقله ولم ينقل ما دار بينهما لأنه لم يسمعه)) (¬2) .
قَالَ النَّوَوِيّ: ((جاءتْ امرأةٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخلا بها هذه المرأةُ إمَّا محرمٌ له كأُمّ سُلَيْم وأختها، وإما المراد بالخلوة أنها سألته سؤالا خفيا بحضرة ناس ولم تكن خلوة مطلقة وهي الخلوة المنهي عنها)) (¬3) ، والجوابُ الثاني هو المتعينُ كما يدلُ على ذلكَ سياق الحديث.
ونحو هذا الحَدِيث حَدِيث ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، فَقَالَ: يَا أُمَّ فُلانٍ انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ فَخَلا مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا (¬4) .
¬__________
(¬1) أخرجه: البخاري في صحيحه في:
-كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار أنتم أحب الناس إلي (3/1379رقم 3575)
-كتاب النكاح، باب ما يجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس (5/2006رقم 4936)
-كتاب الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم (6/2449رقم6269) ،
ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم (4/1948رقم2509) .
(¬2) فتح الباري (9/333) .
(¬3) شرح النَّوَوِيّ على صحيح مسلم (16/68) .
(¬4) أخرجه: مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل (4/1812رقم2326) .

الصفحة 47