كتاب إشكال وجوابه في حديث أم حرام بنت ملحان

قَالَ النَّوَوِيّ: ((خَلا معها في بعضِ الطرق: أي وَقَفَ مَعَها في طريق مسلوك ليقضي حاجتها ويفتيها في الخلوة ولم يكن ذلك من الخلوة بالأجنبية فإنَّ هذا كان في ممر الناس ومشاهدتهم إياه وإياها، لكن لا يسمعون كلامها لأنَّ مسألتها مما لا يظهره، والله أعلم)) (¬1) .
3- حَدِيثُ (¬2) سَالِمِ بْنِ سَرْجٍ أبي النُّعْمَانِ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ صُبَيَّةَ الْجُهَنِيَّةِ تَقُولُ: رُبَّمَا اخْتَلَفَتْ يَدِي وَيَدُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْوُضُوءِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ (¬3) .
قَالَ ابنُ مَاجَةَ بعد روايته الحَدِيث: ((سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ: أُمُّ صُبَيَّةَ هِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ قَيْسٍ، فَذَكَرْتُ لأَبِي زُرْعَةَ فَقَالَ: صَدَقَ)) .
¬__________
(¬1) شرح النَّوَوِيّ على صحيح مسلم (16/68) .
(¬2) ذكره الصالحي في سبل الهدي والرشاد (10/444) ضمن أدلة من يقول بالخصوصية، وسترى أنه لا حجة فيه.
(¬3) أخرجه: أبو داود في سننه، كتاب الطهارة، باب الوضوء بفضل وضوء المرأة (1/20رقم78) ، وابن ماجه في سننه، كتاب الطهارة، باب الرجل والمرأة يتوضأن من إناء واحد (1/135رقم382) ، وابن سعد في الطبقات الكبرى (8/295) ، وإسحاق بن راهويه في المسند (5/236رقم2383) ، وابن أبي شيبة في المصنف (1/40) ، وأحمد بن حنبل في المسند (6/366) ، والبخاري في الأدب المفرد (ص363) ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/182رقم3409) ، والطبراني في المعجم الكبير (24/235رقم595، 25/168رقم409) وغيرهم، وإسناده جيّد.
مداره على سالم بن سَرْج -بفتح المهملة وسكون الراء بعدها جيم- أبو النعمان المدنيّ يقال له:ابن خربوذ بفتح المعجمة ثم راء ثقيلة ثم موحدة مضمومة- وثقه ابنُ معين وابنُ حبان، ولم يتكلم فيه أحدٌ، وهو مقل جداً فلم يذكر له إلاّ هذا الحديث الواحد-وذكر ابن سعد حديثا آخر لكن في إسناده الواقدي-، لذا اكتفيت بتجويد الإسناد دون تصحيحه.
وقد تابع سالماً أخوه نافع بن سرج عند ابن سعد ولكن في الإسناد إليه ضعفٌ.
وانظر: علل الترمذي (ص39) ، الجرح والتعديل (4/187رقم812) ، تهذيب الكمال (10/143) ، الكاشف (1/422رقم1771) ، تهذيب التهذيب (3/377) ، تقريب التهذيب (ص226رقم2174) ، تعليقة على علل ابن أبي حاتم لابن عبد الهادي (ص234) .

الصفحة 48