كتاب الاتصال والانقطاع

ومعاوية بن صالح لم يوصف بالتدليس، وإنما كان يغرب بحديث أهل الشام جداً، وقد روى عنه عبدالله بن صالح مائتي حديث غريب (¬١)، فرجح أبوحاتم أن يكون قد سقط من الإسناد محمد بن سعيد المصلوب، إما خطأ، أو عمداً، وقد يكون سقط معه غيره، ويحتمل أن يكون هذا من قبل عبدالله بن صالح الراوي عنه، فهو متكلم فيه أيضاً، وقد ذكر ابن عدي هذا الحديث في ترجمته (¬٢).
وقال ابن أبي حاتم: "سألت أبي عن حديث رواه أبو بكر بن أبي عتاب الأعين، عن أبي صالح، عن الليث، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من مضر وبني تميم، فقيل: من هو يا رسول الله؟ قال: "أويس القرني".
قال أبي: هذا الحديث ليس هو في كتاب أبي صالح، عن الليث، نظرت في أصل الليث وليس فيه هذا الحديث، ولم يذكر أيضاً الليث في هذا الحديث خبراً، ويحتمل أن يكون سمعه من غير ثقة، ودلسه، ولم يروه غير أبي صالح " (¬٣).
قال أبو حاتم هذا مع أن الليث بن سعد من أثبت الناس في سعيد المقبري (¬٤)، ولم يوصف بالتدليس.
وروى الأوزاعي، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن سعيد المقبري، عن
---------------
(¬١) "تهذيب التهذيب" ١٠: ٢١١.
(¬٢) "الكامل" ٤: ١٥٢٤.
(¬٣) " علل الحديث " ٢: ٣٥٣.
(¬٤) " شرح علل الترمذي" ٢: ٦٧٠.

الصفحة 372