كتاب الاتصال والانقطاع

حديثين، أحدهما حديث: " بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - علياً إلى خالد ليقبض الخمس ... " الحديث، والثاني حديث: " غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ست عشرة غزوة " (¬١).
والبخاري ذكر في ترجمة عبد لله بن بريدة أنه روى عن أبيه بالعنعنة، وسمى البخاري من سمع منه عبد الله بن بريدة، فهذا يدل على أن البخاري لم يقف على تصريح له بالسماع من أبيه، ومع هذا أخرج له في " صحيحه " عن أبيه هذين الحديثين، فدل على أنه لا يشترط العلم بالسماع، هذا تقرير الاستدلال بهذا الإسناد.
والجواب: أن سماع عبد الله بن بريدة من أبيه معلوم، فقد جاءت عدة أحاديث فيها التصريح بالسماع، وهي من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه (¬٢).
وهذا التصريح وإن كان محل نظر من جهة ثبوته، فلا بعد أن يكون البخاري اطلع عليه فيما بعد واعتمده، فعلي بن الحسين بن واقد قد رآه البخاري في حياة شيخه إسحاق بن راهويه، ولم يكتب عنه، لأن إسحاق كان سيئ الرأي فيه بسبب الإرجاء، ثم كتب عن إسحاق عنه (¬٣).
وعلى افتراض أن البخاري لم يقف على هذا التصريح، أو لم يره صحيحاً فلا دلالة في تخريجه للحديثين على حكمه باتصال الإسناد، ويكون السؤال هو: كيف أخرج هذين الحديثين بهذا الإسناد وهو منقطع؟ .
---------------
(¬١). " صحيح البخاري " حديث (٤٣٥٠)، (٤٤٧٣).
(¬٢). " سنن أبي داود " حديث (٢٥٧٢)، (٢٨٤٣)، (٥٢٤٢)، و " سنن الترمذي " حديث (٢٧٧٣)، (٣٦٨٩ - ٣٦٩٠)، (٣٧٧٤)، و " الشمائل المحمدية " حديث (٢٠).
(¬٣). " الضعفاء الكبير " ٣: ٢٢٦، و " ثقات ابن حبان " ٨: ٤٦٠.

الصفحة 382