كتاب الاتصال والانقطاع
٣ - رواية أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي الكوفي، عن عثمان ابن عفان، أخرج البخاري بهذا الإسناد حديثين، أحدهما: حديث: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه "، والثاني: حديث: (حصار عثمان) (¬١).
وقد نفى شعبة، وابن معين سماع أبي عبد الرحمن من عثمان، وروى أحمد نفي شعبة ولم يعترضه بشيء، وقال أبو حاتم حين سئل عن سماعه من عثمان: " قد روى عنه، ولم يذكر سماعاً " (¬٢).
وهذا يدل على اكتفاء البخاري بالمعاصرة وإمكان اللقي ولا يشترط العلم بالسماع.
والجواب: في هذا الإسناد دليل قوي جداً على أن النقاد يشترطون ثبوت السماع، فالقرائن قوية على احتمال سماع أبي عبد الرحمن من عثمان، فكان في زمنه مقرئاً للقرآن، كما أخرجه البخاري تتمة للحديث الأول، وكان إقراؤه للقرآن بسبب هذا الحديث، ولفظ الراوي عنه بعد أن ساق المرفوع: " وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج، قال: وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا "، ومع كل هذا نفى الجمهور سماعه، وعلل أبو حاتم ذلك بأنه لم يذكر سماعاً.
وإخراج البخاري له عن عثمان لا يدل على الاكتفاء بالمعاصرة، لسببين:
الأول: جزم البخاري في ترجمة أبي عبد الرحمن السلمي أنه سمع من
---------------
(¬١). " صحيح البخاري " حديث (٢٧٧٨)، (٥٠٢٧).
(¬٢). " مسند أحمد " ١: ٥٨، و " المنتخب من علل الخلال " ص ١٢٠، و " تاريخ الدوري عن ابن معين " ٢: ٣٠١، و " المراسيل " ص ١٠٦ - ١٠٨، و " فتح الباري " ٩: ٧٥.
الصفحة 383
504