كتاب الاتصال والانقطاع
الإسناد في الشواهد ... " (¬١).
وأخرج مسلم من طريق قتادة، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى ست ركعات وأربع سجدات" (¬٢).
قال ابن عبد البر في نقد هذا الإسناد: "يرويه قتادة، عن عطاء، عن عبيد ابن عمير، عن عائشة، وسماع قتادة عندهم من عطاء غير صحيح، وقتادة إذا لم يقل: سمعت، وخولف في نقله، فلا تقوم به حجة؛ لأنه يدلس كثيراً عمن لم يسمع منه، وربما كان بينهما غير ثقة ... " (¬٣).
ومسلم أخرج هذا الإسناد في المتابعات، فقد ساق قبله من طريق ابن جريج، قال: سمعت عطاء يقول: سمعت عبيد بن عمير يقول: حدثني من أصدق (حسبته يريد عائشة) ... فذكر الحديث مطولاً (¬٤).
وفي " صحيح مسلم " أسانيد كثيرة ليست على شرط مسلم في الاتصال، ويكون أخرجها إما في المتابعات، والشواهد، أو لم يقصد تخريجها، وإنما جاءت هكذا في الإسناد، وهو يريد آخر معه، وربما اعتذروا عن بعضها بأنها وجدت موصولة خارج " صحيحه "، وقد أوردها رشيد الدين العطار في كتابه: " غرر الفوائد المجموعة في بيان ما وقع في صحيح مسلم من الأسانيد المقطوعة ".
وأكثر من ذلك، أن مسلماً ربما نزل عن شرطه في حديث أصل، فقد
---------------
(¬١). " غرر الفوائد المجموعة " ص ٢٦١، وانظر: " نصب الراية " ٣: ١٦٢.
(¬٢). "صحيح مسلم" حديث (٩٠١).
(¬٣). "التمهيد" ٣: ٣٠٧.
(¬٤). "صحيح مسلم" حديث (٩٠١).
الصفحة 401
504