كتاب الاتصال والانقطاع

وعبد الله هذا رجل مجهول" (¬١).
وسئل أحمد عن معمر هل سمع من يحيى بن سعيد الأنصاري، فقال: "لا أراه، ولكن كان عندهم ابن محمد بن عباد بن جعفر، فأراه سمع منه، وكان رباح يحدث عنه" (¬٢).
ومراد أحمد أن ابن محمد بن عباد - واسمه جعفر - كان في اليمن، وكان رباح بن زيد الصنعاني يحدث عنه، فالظاهر أن معمراً كذلك، إنما سمع أحاديث يحيى بن سعيد بواسطته.
وقد ذكر أبو حاتم في ترجمة جعفر هذا أن معمراً يروي عنه (¬٣).
وقال أحمد أيضاً في أحاديث يرويها هشيم عن القاسم الأعرج: "هشيم لم يسمع من القاسم الأعرج شيئاً، إنما سمعها من أصبغ الوراق" (¬٤)، وأصبغ هو ابن زيد، وقد قواه أكثر الأئمة (¬٥).
فهذه الأمثلة كلها فيمن لم يسمع ممن روى عنه، وأما من سمع منه غير أنه روى عنه أحاديث بواسطة وأسقطها، فمثاله رواية حميد الطويل، عن أنس بن مالك أحاديث كثيرة، وهو إنما سمع منه القليل، والباقي سمعها بواسطة ثابت البناني، وهو ثقة ثبت غير مدلس، قال شعبة: "لم يسمع حميد من أنس إلا أربعة
---------------
(¬١). " علل ابن أبي حاتم" ١: ٣٥٧، وانظر: "الجرح والتعديل" ٥: ١١٤.
(¬٢). "العلل ومعرفة الرجال" ٢: ٣٦، وانظر: "جامع التحصيل" ص ٣٥٠.
(¬٣). "الجرح والتعديل" ٢: ٤٨٧.
(¬٤) "العلل ومعرفة الرجال" ٢: ١٤٤، و"المراسيل" ص ٢٣١.
(¬٥) "تهذيب التهذيب" ١: ٣٦١.

الصفحة 417