كتاب الاتصال والانقطاع
الحديث (¬١).
وبين الدرجتين من كان فيمن يسقطهم الراوي ثقات وضعفاء، أو غير معروفين، كما في رواية الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس تفسيره، فإنه لم يسمع منه، وروى شعبة عن عبدالملك بن ميسرة قوله: "الضحاك لم يسمع من ابن عباس، إنما لقي سعيد بن جبير بالري فسمع منه التفسير" (¬٢).
وسئل أحمد: ممن سمع التفسير؟ فقال: "يقولون: سمعه من سعيد بن جبير" (¬٣).
فهذان ثقتان، لكن جاء في رواية عن شعبة، عن عبدالملك بن ميسرة قوله: "قلت للضحاك: أسمعت من ابن عباس؟ قال: لا، قلت: فهذا الذي ترويه عمن أخذته؟ قال: عنك، وعن ذا، وعن ذا" (¬٤).
ومثله زكريا بن أبي زائدة في الشعبي، فقد كان يدلس عن فراس بن يحيى (¬٥)، وفراس ثقة (¬٦).
وروى أبوداود عن أحمد قوله: "كان عند زكريا كتاب فكان يقول فيه: سمعت الشعبي، ولكن زعموا كان يأخذ عن جابر، وبيان، ولا يسمي ـ يعني
---------------
(¬١). "تهذيب التهذيب" ١: ٩٧، ١١: ٣٠٩.
(¬٢) "المراسيل" ص ٩٥.
(¬٣) "المراسيل" ص ٩٦.
(¬٤) "المراسيل" ص ٩٥، و "الجرح والتعديل" ٤: ٤٥٩، ٨: ٣٣٣.
(¬٥) "سؤالات الآجري لأبي داود" ١: ٣٢٢ - ٣٢٣.
(¬٦) "تهذيب التهذيب" ٨: ٢٥٩.
الصفحة 425
504