كتاب الاتصال والانقطاع
به التصريح بالسماع، فإذا قالوا: قد ذكر الخبر فيه، فمعناه أنه صرح بالتحديث، أو: لم يذكر الخبر، يعني لم يصرح بالتحديث، وإذا قالوا: في حديثه أخبار، فمعناه أنه يعتني بالتصريح بالتحديث منه وممن فوقه، أوليس في حديثه أخبار، أي لا يعتني بذلك.
وقد تقدم في هذا البحث نصوص كثيرة بهذا المعنى، وسيأتي في المصطلح الذي بعده نصوص أخرى.
ومن ذلك أيضاً قول عفان بن مسلم: "كنت أوقف شعبة على الأخبار" (¬١).
وسأل ابن أبي حاتم أباه عن عبد الملك بن سليمان، والربيع بن صبيح أيهما أحب إليه في عطاء، فقال: "عبد الملك بن أبي سليمان، وهو أحب إلي من الحجاج ابن أرطاة، إلا أن يخبر الحجاج الخبر" (¬٢).
وقال أبو حاتم في حديث رواه ابن إسحاق فقال: ذكر الزهري، عن عطاء ابن أبي ميمونة، قال أبوحاتم: "الزهري لا يروي عن عطاء بن أبي ميمونة، وإنما يروي هذا الحديث شعبة، عن عطاء بن أبي ميمونة، ولو ذكر ابن إسحاق في هذا الحديث خبراً لترك حديث ابن إسحاق" (¬٣).
ومراده أن ابن إسحاق لم يصرح بالتحديث، ودلسه عن الزهري، فالعهدة على من أسقطه ابن إسحاق.
---------------
(¬١). "تاريخ بغداد" ١٢: ٢٧٣.
(¬٢). "الجرح والتعديل" ٥: ٣٦٨.
(¬٣) "المراسيل" ص ١٩٢.
الصفحة 443
504