كتاب تنبيه الحذاق على بطلان ما شاع بين الأنام من حديث النور المنسوب لمصنف عبد الرزاق

خلقها الله وابتدعها لا عن أصلٍ منه خلقها ولا على مثال سبقها"، فأين لمسلمٍ من دليل في الشريعة المحمدية يخالف هذه النصوص الصريحة، ويجوز له الإعراض عنها والاعتماد عليه! سبحانك هذا بهتان عظيم.
ومن القوادح في الخبر المذكور، كون الرسول صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أول شيء أنبأ عن عظيم شأنه أجاب من سأله: أنه ثلاثة أمور: منها رؤياً من ليس بمعصوم فلو كان الخبر المذكور صحيحاً كما روي لكان بالذكر أحرى من رؤيا من ليس بمعصوم، فقد روى الإمام أحمد من طريقين حسنتين إحداهما من طريق سعيد بن سويد الكلبي عن عبد الأعلى بن هلال السلمي عن العرباض بن سارية رضي الله عنه، والأخرى من طريق لقمان بن عامر عن أبي أمامة رضي الله عنه أن كلا منهما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما كان أول أمرك يا رسول الله؟ قال: دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى بن

الصفحة 20