كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 66)

قبيل أخيه حضر الشبلي يوما مجلس خير النخاس (1) وتاب فيه ورجع الى دماوند وقال أنا كنت حاجب الموفق وكان ولاني بلدتكم هذه فاجعلوني في حل فجعلوه في حل وجهدوا أن يقبل منهم شيئا فأبى وصار بعد ذلك واحد زمانه حالا ونفسا سمعت أبا سعيد السجزي يذكر ذلك كله قال الأستاذ أبو القاسم القشيري (2) ومنهم أبو بكر دلف بن جحدر الشبلي بغدادي المولد والمنشأ أصله من أشر وسنة صحب الجنيد ومن في عصره من العلماء (3) وكان نسيج وحده (4) حالا وظرفا وعلما مالكي المذهب عاش تسعا وثمانين سنة ومات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وقبره (5) ببغداد ومجاهداته في بدايته فوق الحد قال (6) سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق (7) يقول بلغني أنه اكتحل بكذا وكذا من الملح ليعتاد السهر ولا يأخذه النوم ولو لم يكن من تعظيمه للشرع إلا ما حكاه بكران الدينوري في آخر عمره لكان كثيرا (8) كان الشبلي (9) إذا دخل شهر رمضان جد في الطاعات ويقول هذا الشهر عظمه ربي فأنا أولى من يعظمه (10)
_________
(1) اسمه محمد بن إسماعيل من سامرا وإنما سمي خير النساج لانه خرج إلى الحج فأخذه رجل على باب الكوفة وقال له: أنت عبدي واسمك خير وكان أسود فلم يخالفه واستعمله الرجل في نسج الخز ثم تركه الرجل وبقي الاسم معلقا به انظر أخباره في الرسالة القشيرية ص 437 وحلية الاولياء 10 / 307
(2) الخبر رواه أبو القاسم القشيري في الرسالة القشيرية ص 419 رقم 49
(3) زيادة عن الرسالة القشيرية
(4) في الرسالة القشيرية: شيخ وقته
(5) في مختصر أبي شامة: " وقبر " والمثبت عن الرسالة القشيرية
(6) القائل أبو القاسم القشيري والخبر في الرسالة القشيرية ص 420
(7) هو الحسن بن علي الدقاق أبو علي
أخباره في الرسالة القشيرية (الفهارس)
(8) وهو ما جاء في الرسالة القشيرية ص 307 - 308 سأل جعفر بن نصر بكران الدينوري: وكان يخدم الشبلي ما الذي رأيت منه؟ فقال: قال لي علي درهم مظلمة وقد تصدقت على صاحبه بألوف فما على قلبي شغل أعظم منه ثم قال: لي علي درهم مظلمة وقد تصدقت على صاحبه بألوف فما على قلبي شغل أعظم منه ثم قال: وضئني للصلاة ففعلت فنسيت تخليل لحيته وقد أمسك على لسانه فقبض على يدي وأدخلها في لحيته ثم مات
فبكى جعفر وقال: ما تقولون في رجل لم يفته حتى في آخر عمره أدب من آداب الشريعة
وانظر المنتظم 14 / 51 - 52 وصفة الصفوة 2 / 455
(9) الرسالة القشيرية ص 420
(10) في الرسالة القشيرية: فأنا أول من يعظمه من الناس

الصفحة 53