حتى مضت «بدر» و «أحد» ، و «الخندق» ، ثم قدم على النبي صلى الله عليه وسلّم/ المدينة فصحبه إلى أن مات عليه السلام، وتوقي بالربذة سنة إحدى، أو اثنتين وثلاثين، وقيل: أربع وعشرين «1» روي أبو الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر «2» » . وفيه أيضا ورد الحديث «أبو ذر في أمتي على زهد عيسى ابن مريم» «3» .
(و) تاسعهم (المقداد) بن عمرو بن ثعلبة البهراني «4» ، يكنى «أبا معبد» ، وقيل: «أبا الأسود» وهو الذي يقال له: «المقداد ابن الأسود» كان حليفا للأسود بن
__________
- حميت الشمس ... وذكر الخليل بن أحمد أن كل اسم على هذا- ثانية نون أو همزة- فلك أن تقول فيه «فعلل» ، أو «فعلل» ... » اه: الاشتقاق.
(1) عن وفاته قال ابن عبد البر في «الاستيعاب» 4/ 218: « ... توفى أبو ذر- رضي الله عنه- بالربذة سنة إحدى وثلاثين، وصلى عليه عبد الله بن مسعود» - رضي الله عنه-. وقيل: «توفى سنة أربع وعشرين والأول أصح- إن شاء الله تعالى-» اه: الاستيعاب.
(2) حديث «ما أظلت ... إلخ» . أخرجه الترمذي في «جامعه» كتاب «المناقب» مناقب أبي ذر 5/ 628 رقم: 3081 بلفظ: عن أبي ذر قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «ما أظلت الخضراء ... » إلى قوله: «ولا أوفى من أبي ذر» . وزاد «شبه عيسى ابن مريم عليه السلام فقال عمر بن الخطاب كالحاسد: يا رسول الله: أفتعرف ذلك له؟ قال: نعم فاعرفوه له» . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقد روى بعضهم، هذا الحديث قال: «أبو ذر يمشى في الأرض بزهد عيسى ابن مريم- عليه السلام» - اه: جامع الترمذي.
(3) حول «أبي ذر على زهد عيسى ... » انظر الحديث السابق الواقع تحت رقم: 4. وانظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر- ترجمة أبي ذر- 4/ 218.
(4) ترجم له ابن الأثير في «أسد الغابة» 4/ 409 فقال: هو «المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك ... بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة البهراني المعروف بالمقداد بن الأسود. وهذا الأسود الذي ينسب إليه، هو الأسود بن عبد يغوث الزهري؛ وإنما نسب إليه؛ لأن المقداد حالفه فتبناه الأسود فنسب إليه، ويقال له أيضا: المقداد الكندي؛ وإنما قيل له ذلك: لأنه أصاب دما في «بهراء» فهرب منهم إلى كندة فحالفهم، ثم أصاب فيهم دما فهرب إلى مكة، فحالف الأسود بن عبد يغوث ... إلخ» اه: أسد الغابة. وانظر: «تلقيح فهوم أهل الأثر ... » لابن الجوزي ص 127.