كتاب مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار

(و) حادي عشرهم (حذيفة) بن اليمان، يكنى: أبا عبد الله. واسم اليمان:
«حسيل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن فروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة/ بن عبس العبسي» حليف لبني عبد الأشهل من الأنصار وأمه: امرأة من الأوس من بني عبد الأشهل اسمها «الرباب بنت كعب بن عدي بن عبد الأشهل» شهد هو، وأبوه، وأخوه «صفوان» «أحدا وقتل أباه يومئذ بعض المسلمين، وهو يحسبه من المشركين «1» .
وتوفي رضي الله عنه سنة ست وثلاثين بعد قتل «عثمان» رضي الله عنه في أول خلافة «علي» رضي الله عنه، على ما صدر به «أبو عمر» «2» . قال فيه صلى الله عليه وسلّم: «إنه من أصفياء الرحمن» . وكان رضي الله عنه معروفا في الصحابة بصاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وكان عمر رضي الله عنه يسأله عن المنافقين «3» ، وينظر إليه عند موت من مات من المسلمين؛ فإن لم يشهد جنازته «حذيفة» رضي الله عنه لم يشهدها «عمر» رضي الله عنه وهو
__________
- قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث شريك.
(1) عن قتل والد «حذيفة ... إلخ» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 3/ 168: قال ابن إسحاق: «لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى «أحد» رفع «حسيل بن جابر» وهو اليمان أبو «حذيفة» وثابت بن وقش- رضي الله عنهما- في الاطام مع النساء، والصبيان، فقال: أحدهما لصاحبه، وهما شيخان كبيران: لا أبا لك ما ننتظر؟ فو الله لا بقى لواحد منا من عمره إلا ظمؤ حمار، إنما نحن هامة اليوم، أو غدا أفلا نأخذ أسيافنا ونلحق برسول الله صلى الله عليه وسلّم لعل الله يرزقنا شهادة مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ فأخذا أسيافهما، ثم خرجا، حتى دخلا في الناس، ولم يعلم بهما. فأما «ثابت بن وقش» فقتله المشركون. وأما «حسيل ... » فاختلف عليه أسياف المسلمين فقتلوه، ولا يعرفونه، فقال حذيفة: أبي. فقالوا: والله ما عرفناه. وصدقوا. فقال حذيفة: يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين. فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يديه فتصدق حذيفة بديته على المسلمين، فزاد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلّم خيرا» . اه: السيرة النبوية لابن هشام.
(2) قول أبي عمر- ابن عبد البر-: «توفي بعد مقتل عثمان ... إلخ» ذكره في كتابه «الاستيعاب» - ترجمة حذيفة- 1/ 278.
(3) سؤال «عمر» ل «حذيفة» - رضي الله عنهما- عن المنافقين ذكره ابن عبد البر- أبو عمر- في كتابه (الاستيعاب) 1/ 278.

الصفحة 346