روى أنس بن مالك- رضي الله عنه- أن عصاه كانت تضيء له؛ إذ كان يخرج من عند النبي صلى الله عليه وسلّم إلى بيته ليلا «1» .
استشهد يوم اليمامة «2» ، وهو ابن خمس وأربعين سنة، وكان له يومئذ بلاء وغناء*.
(وحرسه/ عليه السلام بوادي القرى سعد بن أبي وقاص) بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب- أحد العشرة «3» - كان سابع سبعة في إسلامه، وهو أحد الذين جعل عمر- رضي الله عنه- فيهم الشورى، وكان مجاب الدعوة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «اللهم سدد سهمه، وأجب دعوته «4» » وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله في سرية «عبيدة بن الحارث «5» » .
__________
(1) حول إضاءة العصى لبشر ... إلخ. قال ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 350 رقم: 1362: « ... روى أنس بن مالك، أن عصاه كانت تضئ له إذ كان يخرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى بيته ليلا، وعرض له ذلك مرة مع «أسيد بن حضير» ؛ فلما افترقا أضاءت لكل واحد منهما عصاه ... إلخ» اه: الاستيعاب.
(2) حول استشهاده باليمامة، انظر: «الاستيعاب» المصدر السابق.
(*) قوله: «غناء» - يعني-: فيه نفع وكفاية: يقال: هذا الشىء لا غناء عنه. اه: المعجم الوسيط.
(3) قوله: «أحد العشرة» أي: المبشرين بالجنة- رضي الله عنهم-.
(4) حديث «اللهم سدد ... إلخ» . أخرجه الحاكم في «المستدرك» كتاب «معرفة الصحابة» 3/ 500 بلفظ: عن سعد بن أبي وقاص قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلّم-: «اللهم سدد رميته ... » الحديث. قال الحاكم: هذا حديث تفرد به يحيى بن هاني خالد الشجري، وهو شيخ ثقة من أهل المدينة. ووافقه الذهبي في التلخيص. وانظر: «المصنف» للإمام عبد الرزاق رقم: 20423. وانظر: «حلية الأولياء» للإمام أبي نعيم 1/ 93، 10/ 325. وانظر: «البداية والنهاية» لابن كثير 8/ 76.
(5) حول قوله: «وهو أول من رمى بسهم ... إلخ» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 3/ 18- سرية عبيدة بن الحارث-: « ... قال ابن إسحاق: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم ... عبيدة بن الحارث ... في ستين راكبا، أو ثمانين راكبا من المهاجرين ... فلم يكن بينهم قتال؛ إلا أن «سعد بن أبي وقاص» قد رمى يومئذ بسهم؛ فكان أول سهم رمى به في الإسلام ... » اه: السيرة النبوية.