كتاب مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار

«العكاز «1» » فيه سنان مثل سنان الرمح، وكانت لل «زبير بن العوام «2» » ، قدم بها من الحبشة، فأخذها صلى الله عليه وسلّم منه.
وفي «الطبقات» لابن سعد: أن النجاشي أهداها للنبي صلى الله عليه وسلّم، وكان يمشي بها بين يديه، حتى تركز أمامه فيصلي إليها.
وعن ابن عباس- رضي الله عنه- أنه كان له عليه/ السلام عنزة تسمى «القمر «3» » .
(وكان له صلى الله عليه وسلّم «محجن» ) : وهو عصا في رأسها اعوجاج «4» . يتناول بها الراكب
__________
(1) حديث «العكاز ... » . أخرجه البخاري ففي صحيحه كتاب «الصلاة» رقم: 470 بلفظ: عن عطاء بن أبي ميمونة قال: سمعت أنس بن مالك قال: «كان للنبي صلى الله عليه وسلّم إذا خرج لحاجته تبعته أنا وغلام، ومعنا «عكازة» ، أو عصا ... » اه: صحيح البخاري.
(2) عن «العكازة وكونها للزبير ... الخ» قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 7/ 365: « ... روى البلاذرى، عن أسماء بنت أبي بكر الصديق- رضي الله عنهما- قالت: لما هاجر الزبير إلى أرض الحبشة، خرج النجاشي يقاتل عدوا له، فأعطاه النجاشي يومئذ «عنزة» يقاتل بها، فطعن بها عدة، وقدم بها الزبير، فشهد بها «بدرا» ، و «أحدا» و «خيبر» ، ثم أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلّم منذ منصرفه من «خيبر» ، فكانت تحمل بين يديه يوم العيد، يحملها «بلال بن رباح» يصلي إليها. وروى ابن أبي شيبة، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم تغرز له العنزة، ويصلي إليها» قال: عبد الله، وهي الحربة» اه: سبل الهدى والرشاد. وانظر: «زاد المعاد» لابن القيم بحاشية «المواهب» 1/ 116.
(3) عن العنزة المسماة «القمر» قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 7/ 366 « ... وروى ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلّم حربة تسمى «القمرة» ... » اه: سبل الهدى والرشاد.
(4) «المحجن» عصا معقفة الرأس كالصولجان، والميم زائدة، وفي الحديث: «أنه كان يستلم الركن بمحجنه» اه: النهاية. وقال الإمام ابن القيم في «زاد المعاد» 1/ 117: «ومحجن قدر ذراع، أو أطول يمشي به، ويركب به، ويعلقه بين يديه على بعيره» اه: زاد المعاد. وحول «المحجن» انظر أيضا. أ- «تاريخ الإسلام» للإمام الذهبي ص 515- السيرة النبوية-. ب- كتاب «الإشارة» للحافظ مغلطاي- الالة الحربية- ص 393.

الصفحة 370